المثقف المخزني والمثقف الوطني. عن الاتحاد الاشتراكي المغربية
عثمان أشقرا
يتحدد المثقف-تخصيصا- بأنه ظاهرة تاريخية وسوسيولوجية مرتبطة بالزمن/الأزمنة الحديثة· وليس هنا مقام الدخول في جدال حول ارتباط هذه الظاهرة (أو المفهوم) بمعطيات محددة في المكان والزمان (قضية دريفوس في فرنسا وانتصاب الكاتب إميل زولا للدفاع عنه) أو بروزها القبلي·ففي المغرب (وهو ما يهمنا هنا) وجد دائما علماء [دين] انتصبوا ضد سلطات عاتية للدفاع عما اعتبروه قضايا >شرعية< عادلة (وأشهرهم بدون جدال العالم اليوسي صاحب رسالة >ندب الملوك إلى العدل<)· لكن المثقف كمفهوم أو واقعة أو ظاهرة هو حديث ولا يمكن إبرازه إلا في سياق بروز وتشكل المغرب الحديث والمعاصر· ومن هنا ارتباط وجود المثقف المغربي ببروز وتشكل الوعي المغربي الحديث انطلاقا من واقعة الصدمة التي أصابت الجزء الأساسي من النخبة المغربية الحاكمة والعالمة في أعقاب هزيمة >إيسلي< التاريخية ((1844 وبيان حجم >تأخر< المغرب الهائل· ولا يعني هذا بالطبع أن مضمون وعي النخبة المغربية المصدومة كان- وبمعنى من المعاني- مساوقا لحجم التأخر و هوله· ولكن تعرجات بل خيبات وانكسارات شتى حدثت في سياق تبلور هذا الوعي على امتداد مراحل يمكن التأشير عليها اختزالا ب>الغمة< و>الحماية< ثم >الاستعمار<· والنموذج الأبرز في هذا الصدد هو حال من ندعوه ب>المثقف المخزني< مقابل >المثقف الوطني<· |
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي/المغرب