Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
3 avril 2007

هل يمكننا أن نعيش من دون يوتوبيا؟

mofolka

هل يمكننا أن نعيش من دون يوتوبيا؟ وإذا لم يكن ذلك ممكنا فأي يوتوبيا هاته التي يمكنا أن نعشقها الآن، ونراها ممكنة؟ أو نحلم بتحقيقها على الأقل، أو تكون حافزا ملهما ومشجعا للمضي إلى الأمام بنية إنجازها في لحظة من اللحظات، في زمن من الأزمنة؟ كان ذلك هو السؤال/الأسئلة التي انطلقنا منها في تناول قضية يرى البعض أنها فقدت مشروعيتها راهنا، لقد انتهت اليوتوبيات التي حلم الإنسان بخلاصه من خلالها إلى الفشل المروع،  ربما لأنه على مستوى الواقع، مستوى التجربة البشرية تفقد تلك اليوتوبيات قوتها النظرية، وآفاقها المثالية، وتسقط في مخالب التجربة وأنياب الضعف الإنساني، وبالتالي تجد نفسها عرضة لامتحان الميدان الصعب، ربما كان ذلك هو مصير يوتوبيات كثيرة جربت على الأرض فأنتجت عكس ما كان يراد لها أن تكونه مثلما حدث الأمر مع الشيوعية والاشتراكية التي أدت محاولة تطبيقها إلى أنظمة توتاليتارية/شمولية عنفية تقوم على الرؤية والحكم الأحادي، لكن هناك من يقول أن تلك اليوتوبيات بالرغم من فشلها الواقعي إلا أنها كانت تغذي رغبة الإنسان في التحرر وشوقه للخلاص وتحفزه على العمل والبناء، بينما في غيابها فقد الإنسان هذه الرغبة، وأصبح مفرغ من رغباته وخاضع لأنظمة الاستهلاك والقوة· لعل هذا ما حرك رغبتنا في التساؤل مع مجموعة من الكتاب من هنا وهناك للتفكير في قضية لم تفقد بريقها بعد·

إعداد: بشير مفتي

اليوتوبيا الإنسانية واليوتوبيا الهمجية

محمد معتصم /المغرب

كأنك تسألني هل يمكننا أن نعيش خارج المستحيل· طبعا غير ممكن· لأن المستحيل والصعب والمختلف ما يمنح الحياة حرارتها وواقعيتها· لو كان كل ما نحلم به، وما نأمله، وما نطمح إليه ممكنا لانتهى العالم· ولما صار الوجود ممكنا أو كائنا· بل سيحل محله العدم· التيه· الصحراء القاحلة· العاطفة الباردة· الفكر المنطفئ·الرماد· الرماد· الرماد···

اليوتوبيا حلم الإنسانية جمعاء· حلم الفلاسفة اليونان الذين أسسوا على هدي أفلاطون المدينة المستحيلة، المدينة الفاضلة، الجمهورية التي لم يكن ممكنا قيامها إلا بطرد كل شاعر غير منصاع للقوانين· ولم يكن ممكنا دخولها إلا لمن كان يفهم جوهر الرياضيات والموسيقى· أي الجوهر المثالي· ولا يدخلها إلا الفكر المتعالي· إنها المدينة المستحيلة· المدينة التي تؤجج الحلم، والخيال· تلك المدينة التي يسود فيها الكمال وتسودها الأخلاق العليا المثالية الخالية من المختلف والمضاد والمتناقض· أي أنها مدينة عكس التي تعج بالحياة، عكس الواقع·

وما دامت اليوتوبيا حلم الإنسانية فإن لكل شعب، لكل إمبراطورية (إمبراطور) مدينة فاضلة· ولكل عصر أحلامه الكبرى التي يرى أنه من الممكن تحقيقها· وبالتالي رفع أسس وأعمدة المدينة المستحيلة·

للشعراء مدينتهم الفاضلة في اللغة وباللغة· والإحالة هنا على مقولة هايدجر· وللفلاسفة مدينتهم الفاضلة التي بناها النسق المتعالي· ولم تستطع التحقق بالفعل إلا داخل المفاهيم الصورية المجردة· وللعلماء مدينتهم الفاضلة التي لم تخرج عن الأشكال الرموز···وللإنسان البسيط مدينه الفاضلة قطوفها دانية···

لكن هذه اليوتوبيا التي نحيا بها ومن أجلها تقود إلى نهايتين، طريقين مختلفين متناقضين حسب النوايا والمطامع· هناك اليوتوبيا التي تقود إلى /الإنسانية/· أي تقود نحو بناء الإنسان الأعلى· الإنسان الذي دمر خيال نيتشه، وخرب آلة تمييزه (العقل)· الإنسان الأعلى الذي لم يتحقق إلا في الفكرة المجردة، في اللغة باللغة وداخل اللغة·

واليوم لم يتحقق إلا داخل عالم / اليوكو/، عالم الافتراض· عالم /اليوكو/ - إحالة على الرسوم المتحركة التي استحوذت على فكر ابني أميمة وأيوب- عالم رمزي ورقمي تتحول فيه الكائنات الحية الطبيعية· أي التي تحمل أخطاء الطبيعة من متناقضات وتضادات ونقائص إلى كائنات رقمية· هنالك في عالم اليوكو، عالم النقاء، المدينة الفاضلة، اليوتوبيا الجديدة يكتسب الإنسان الرقمي /الكمال/· ويحقق حلمه بالقوة المطلقة، والذكاء الخارق، ويتخلص من نقائص الضعف والبلادة···لكن لابد من /تجربة/ التحول الكيميائي/الرقمي· لابد من عبور أهوال التيه الزمني والمكاني والعاطفي· أي لابد من دخول آلة المسح (المسخ والنسخ) الضوئي· دخول آلة تشبه الكبسولة لكنها آلة التحول والعبور بين عالمين؛ عالم الطبيعة الناقص، وعالم اليوتوبيا الكامل والنقي·   وهناك اليوتوبيا /الهمجية/ التي لا تسعى نحو الإنسانية (الحضارة والمدنية والعمران، والثقافة)· بل /توظف/ الإنسان مادة لتحقيق الكمال (الناقص)· ولأن المدينة الفاضلة لا يمكنها أن تقوم إلا على عظام وجماجم وجراح وآلام الإنسان· ولا يمكنها أن تتحقق إلا على خراب المدن، ورماد المكتبات···وعلى قهر المبدعين؛ شعراء وكتابا ونقادا··· هذه اليوتوبيا التي تبحث عن الذهب في كولورادو، وتبحث عن التوابل في الهند، وتبحث عن الحرير في الصين، وتبحث عن الجنة في الأرض، وتبحث عن البترول في شبه الجزيرة، وتبحث عن···عن خراب ذاتها· اليوتوبيا الجشعة التي تبحث عن اليوتوبيا· التي تبحث عن المستحيل· تدخل مع تيليماك منافذ الجنة فلا تعثر على أوليس حيا أو ميتا، وتدخل معه مداخل الجحيم فلا تعثر على أوليس حيا أو ميتا· وتدخل التيه الأبدي في عناد ضد المستحيل·

ماذا يمكننا أن نفعل اليوم؟

لا شيء· نحلم من أجل الإنسان· نحلم من أجل الإنسانية· نبني اليوتوبيا الممكنة ونترك اليوتوبيا المستحيلة· نترك اليوتوبيا المستحيلة حافزا وموجها ومرشدا للإنسان· نتركها ترسم لنا الطريق الصعب للوصول· حتما لن نصل لكننا سنبني الطريق، لأن الحقيقة لا وجود لها خارج حقيقة الطريق، حقيقة المتحقق (المنجز) في نقصانه وخسرانه· في كل ما يبدعه الكتاب والمفكرون والشعراء والفلاسفة، والرسامون والخطاطون والمغنون، والبناءون···اليوتوبيا التي أراها ممكنة التي تؤمن بالنقص والخسران والضعف والتناقض والتضاد والاختلاف·

أما اليوتوبيا الكاملة فقاتلة·

* عن ملحق "الأثر" لجريدة "الجزائر نيوز" الذي يشرف عليه الكاتب الجزائري بشير مفتي. وقد شارك في الملف عدد من الكتاب: عبد الحق بلعابد، الطيب لسلوس، علاء خالد/مصر، إبراهيم صحراوي.

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité