عبد الرحيم العطري القاص والباحث في علم الاجتماع
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي هذا اليوم
التفاتة أخوية من الصديق الباحث في علم الاجتماع عبد الرحيم العطري تخص كتابي الجديد
ألف تحية وتقدير
خطاب الذات في الأدب العربي لمحمد معتصم
خطاب الذات في الأدب العربي ، هو جديد الناقد محمد معتصم ، و هو الكتاب الذي صدر حديثا عن دار الأمان بالرباط، بعد كتاب الرؤية الفجائعية في الرواية العربية نهاية القرن العشرين، و بذلك يؤكد الأستاذ الناقد الأدبي محمد معتصم فكرة الانتصار لمشروعه النقدي الرصين، بالاشتغال على تيمات محددة، وفق منهجية علمية تتجاوز النقد الانطباعي العفوي ، إلى مستوى عال من التشريح العميق و العلمي للنصوص و المتون• خطاب الذات في الأدب العربي تتوزع شواغله على مدخل يطرح سؤال النقدي و التربوي ، و مقدمة تدرس أشكال السيرة و ما تزخر به الكتب المدروسة من تداخل بين السيرة الذاتية و الغيرية و السيرة الرواية و التخييل الذاتي و الرحلة و خطاب الرسائل• بعد هذا المدخل المنهجي التأطيري يقترح علينا الناقد الأدبي محمد معتصم دراسات من منظور القراءة المنهجية، مسائلا بالتحديد كتاب في الطفولة لعبد المجيد بن جلون و الرحلة الأصعب للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان و أديب لعميد الأدب العربي طه حسين• و كما عودنا محمد معتصم في العديد من كتبه، فقد جاء هذا الإصدار الجديد منشغلا حد الامتلاء بأصول الممارسة النقدية الصارمة و العاشقة في آن، و كأنه يتوجه للنصوص المدروسة بمبضع الجراح و ريشة الرسام في الوقت نفسه، فهو لا يفرط في المسافة الموضوعية التي يستوجبها النقد الأدبي العلمي، مثلما لا يفرط في انتصاره القوي للنص و لذته، و هو بذلك يؤصل لمشروع فكري عميق المبنى و المعنى• خطاب الذات في الأدب العربي لا يمكن أن نقرأه بمعزل عن باقي المنجز الفكري لمحمد معتصم، فهو كتاب جدير بالقراءة يحمل بين طياته رهانات الامتداد و التجاوز أيضا، ففيه و من خلاله يواصل محمد معتصم اشتغاله الموضوعاتي على قضايا محددة ، تماما كما فعل في الرؤية الفجائية قبلا، و فيه أيضا يتجاوز منجزه الفائت، بإنتاج مقاربات جديدة في التعاطي مع النصوص• يذكر أخيرا أن هذا الكتاب جاء بغلاف دال من توقيع الناقد الأدبي معتصم الذي يفاجئنا في كل حين بخبايا حديقته السرية، فهو الشاعر و القاص و الروائي و الباحث و الناقد الأدبي و الفنان التشكيلي ، فهنيئنا لنا بمحمد معتصم أركيولوجي النصوص العذب• عبد الرحيم العطري |