Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
11 mars 2008

عن النهضة النقدية المغربية اليوم

1/ أود أن أتحدث عن وضعية الدراسات النقدية بالمغرب الآن، وعن حال الالتباس المحيط بها. وأقصد طبعا الحضور القوي والمؤثر للدراسة النقدية المغربية خارج حدود المغرب، وضعف التفاعل والتأثير داخل المحيط المحلي. إنها لحظة من التأمل، وسؤال مبطن. نتجاهل فيه واقع النقد الأدبي المحلي بالحديث في حضوره الخارجي. وأرى أن هذه الوضعية تنم عن خلل في البنيات الثقافية التحتية عندنا، وقنوات صرف الإنتاج المغربي بالداخل، وهو ما سيؤثر حتما على وتيرة النماء الثقافي، وعملية التلقي والقراءة، وبالتالي إهمال كل ما تصدره دور النشر أو ما يصدره الكاتب على نفقته الخاصة.

2/ لا يمكننا اليوم إنكار التأثير القوي للدراسات النقدية المغربية في الدراسات النقدية بالبلاد العربية برمتها. ومرد ذلك إلى النشاط الذي عرفته الجامعة المغربية عند انفتاحها على النظريات الحديثة في الغرب، وخاصة في فرنسا التي صادف وجود دارسين مغاربة بها فترة ازدهار الدرس البنيوي واللساني وبداية التوجه الجديد في الرواية الجديدة، والدراسات النقدية الحديثة، وأيضا الحراك المجتمعي والسياسي في فترة الستينيات من القرن المنصرم. هؤلاء الدارسون تشربوا كل ذلك ونقلوه إلى رحاب الجامعات المغربية. واستوعبه طلابها الذين انخرطوا في تطبيق تلك النظريات على النص العربي. لكن أي نص؟ وهنا مربط الإشكال النقدي المغربي المعاصر. وهنا يبرز السبب في التلهف على تلقيه بالبلاد العربية.

3/ لقد تم الاتفاق ضمنيا على أن النص المغربي لا يستجيب لتلك النظريات الحديثة، والسبب ليس النص طبعا ولكن حساسية الصراع الإيديولوجية، والخلافات الفكرية والشخصية....والمواقف المسبقة، ولأن مطرب الحي لا يطرب. فانصب الاهتمام على النص العربي غير المغربي. وبهذا تم تعبيد الطريق أمام النقاد المغاربة الرسميين والمكرسين للسفر نحو اللقاءات العربية والمهرجانات والندوات التي أكسبتهم مكانتهم ومكانة النقد التي يتمتع بها حاليا هنالك. لكن لم يكونوا سفراء لإبداعهم كما يفعل نقاد البلاد الأخرى، وأهملوا مبدعيهم للدواعي السالفة نفسها. وهكذا تأثر الإبداع المغربي وأصيب في صميمه. وهو ما يفسر اعتراف النقاد العرب بجهلهم بالحركة النقدية المحلية، والإبداع المغربي شعرا وسردا.

4/ لهذا أرى أن النقد المغربي اليوم عليه أن يفكر من جديد في وضعيته بالداخل. ولا يمكن أن تتحسن وضعيته التي لا أراها إلا وستحسن من وضعية القراءة، ومن وضعيته وحضوره في البلاد العربية في آن واحد. ولا أرى أحسن من النقد المغربي وقد تمرس نقاده على البحث والتحليل وإصدار الأحكام والتفسير، وسيلة للنهوض بالأوضاع الثقافية، وفك معضلة القراءة، وتدني مستوى التعليم، وغياب الملتقيات والمهرجانات المحلية. ولا أرى خيرا منه وسيلة لخلق حراك ثقافي وسياسي وبالتالي اجتماعي. ولا أرى خيرا منه أداة لإعادة الثقة إلى المغربي مثقفا وأديبا ومواطنا عاديا.

5/ إن النهضة الحقيقية للدراسات النقدية المغربية اليوم تقوم على أسس محلية. أي عليها أن تهتم أكثر بما تنتجه الذات المغربية التي هم منها. وخرجت هي من التربة التي ترعرعوا فيها ومشوا عليها. ولا حرج في تقويم النص المغربي المعاصر، وفي إبراز إيجابياته. ولكن يبقى أن تكون هناك إرادة قوية خلف تلك النهضة، وسياسة واضحة تروم تشجيع الإبداع المغربي ودعمه ماديا ومعنويا، وبتنظيم اللقاءات والندوات العلمية ويستدعى إليها النقاد الجادون من داخل وخارج المغرب لتداول حقيقة ووضعية النص المغربي المعاصر. فلا تطور للدراسات النقدية حقيقيا إلا بتطوير الإبداع المغربي.

سيذاع على الأثير يوم الأربعاء 12/03/2008م على الساعة التاسعة ليلا (21س00) بالإذاعة الوطنية المغربية.

IMG_0075

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité