Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
18 mai 2008

بناء التأويل والتجريب في النقد المغربي

محمد معتصم،أحمد فرشوخ،محمد أمنصور في مختبر السرديات:

·        سالم الفائدة

استمرارا لأنشطتهما الثقافية والنقدية بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء ،نظم ماسنر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب بإشراف مختبر السرديات يوم الجمعة 16 ماي 2008،حلقة نقدية تحت عنوان ״ بناء التأويل والتجريب في النقد المغربي״ حيث تمت قراءة ثلاثة نصوص نقدية مغربية حديثة لكل من النقاد:محمد معتصم ،أحمد فرشوخ،محمد أمنصور،شارك فيها عدد من الباحثين والباحثات.

ترأس هذا اللقاء الباحث إبراهيم أزوغ الذي أكد على أن هذه الحلقة نأتي استمرارا للحلقات السابقة التي نظمها الماستر و المختبر والهادفة إلى مقاربة الخطاب النقدي المغربي في مختلف تجلياته، قبل أن يقدم الكلمة للباحثة عزيزة أيت باها، التي قدمت مداخلة  تحت عنوان ״تأويل سؤال الذات والهوية في الكتابة النسائية ״ من خلال كتاب الناقد محمد معتصم   ״بناء الحكاية والشخصية في الخطاب النسائي العربي ״مبرزة أن الخطاب الروائي أصبح أكثر الخطابات حيوية وخصوبة لكونه يجد أمامه الفرص العديدة للابتكار والإضافة وتحديد الرؤية الخاصة إلى الذات والهوية، .ويتضح ذلك بالخصوص عندما لا يتوقف القارئ أو الناقد لهذا الخطاب عند حدود التفسير  المتوقع للنص  بل يتجاوزه إلى حريات التأويل وجمالياته.

انطلق الناقد ،حسب ما أكدته الباحثة،  من ثلاثة أعمال روائية هي״صورة وأيقونة وعهد قديم״للروائية الفلسطينية سحر خليفة،״حجر على حجر״للروائية الكويتية  فوزية شويش سالم، ثم״بنت الخان״ ״ وما بعد الحب ״ للروائية العراقية هدية حسين، وذلك باعتبارهن تلتقين في بناء الحكاية والشخصيات وكدا السؤال الوجودي المرتبط بخصوصية الذات والهوية سواء العربيتين.والتلازم القائم بينهما ، والروح السارية في مكونات العمل الأدبي لهؤلاء الروائيات .

وقد اعتمد الناقد في تأويله لهذه الأعمال وخاصة للسؤال  الوجودي المرتبط بالكتابة النسائية ، من فرش نظري محددا مفهوم الكتابة النسائية و الفرق بينها  ومفهوم الكتابة النسوية ،كما أبرز التقارب الحاصل  بين مفهوم الحكاية ومفهوم الحياكة بالنظر إلى اعتماد كليهما البناء والتفكيك... ، ليخلص في الأخير إلى أن  السرد هو أبرز ما يشكل  الذات و الهوية النسائية  وأن البناء هو قنطرة العبور للخطاب الروائي النسائي اللاواعي.، الأمر الذي  جعله يلاحظ بروز ميزات  ذات قيم معرفية وفنية خاصة.

أعقبت هذه القراءة مداخلة ثانية  قدمتها الباحثة مونى تيموياس عنونتها ب  ״تأويل الرواية بين جمود المنهج وحلم الانفتاح ״قراءة في كتاب  ״تأويل النص الروائي׃السرد بين  الثقافة و النسق ״ للناقد أحمد فرشوخ.حيث أكدت الباحثة أن الناقد ينطلق في مقاربته وتأويله للنصوص الأدبية-الروائية من واقع التجربة نفسه.، الأمر الذي  جعله يلاحظ بروز ميزات  ذات قيم معرفية وفنية خاصة.

انتقلت بعد ذلك الباحثة إلى  إبراز الأثر الذي خلفه ثراء هذه النصوص على الناقد  وكيف اضطره لطرح سؤال البداية في ظل مناخ يتسم بتعدد المناهج وجمود النظرية،مثلما أبرزت كيف أن رفض الناقد لما أسماه״ المناهج الاختزالية الاسقاطية ״،قاده لاقتراح مقاربة نقدية مزدوجة ״تهتم بالنص من جهة بنيته وكيانه الفني،من دون إغفال تموقعه الثقافي ״ فقسم بذلك كتابه إلى شقين׃ اهتم في الشق الأول بالجانب النظري حيث طرح فيه عددا من المفاهيم والتصورات المرتبطة بالموضوع الجمالي وعمل على مناقشتها. ،.وقام في الشق الثاني بتطبيق مفاهيمه على ثلاث روايات لبهاء طاهر هي (شرق النخيل ، قالت ضحى ، خالتي صفية والدير)منتهيا في نهاية تحليله إلى نموذج تأويلي جديد.

لقد كان الناقد أحمد فرشوخ ،في رأي الباحثة ،على وعي بالجمود النظري  الذي يعيشه النقد في العالم العربي ،الشيء الذي حدا به إلى اقتراح مقاربته النقدية المزدوجة،مقاربة ظلت محدودة في نظرها لعدة اعتبارات...، لتخلص في الأخير إلى أن الناقد انتهى إلى التأويل التفاعلي باعتباره يؤمن بالعلاقة التفاعلية بين القارئ والنص، ففرشوخ في رأي الباحثة يعتبر النص كيانا حسيا  مؤثثا بالفراغات والفجوات ،محكوم بالصمت والكبت.. من هنا تأتي الحاجة إلى هذا النوع من التأويل الذي يصغي إلى النص ويخرجه من سكونه ويحرره من أسره.تأويل سيلتزم بتطبيقه على امتداد تحليله لروايات بهاء طاهر الثلاث الشيء الذي جعل من هذا الكتاب في رأي الباحثة غنيا بالأفكار وجديرا بالدراسة.

وتحت عنوان "نجيب محفوظ بين الواقعية والتجريب " تقدمت الباحثة حنان النبلي بمداخلة ثالثة و أخيرة في هذا اللقاء الذي حضره عدد من الباحثين والنقاد والمبدعين ، ،مقاربة مؤلف " التجريب الروائي عند نجيب محفوظ "لمحمد أمنصور،حيث أبرزت كيف انطلق الناقد من ثلاثة نصوص روائية لنجيب محفوظ׃"أولاد حارتنا"،"رحلة ابن فطومة"و"ألف ليلة وليلة"كنموذج للدراسة والتحليل  مستعينا بدراسات نقدية مهمة في محاولة منه لإعادة رسم صورة وافية عن التجربة الروائية لهذا الكاتب.

وقد حرص الناقد على ذلك بروح  نقدية مشبعة بالفكر الجمالي  فأفضت مقاربته إلى القول بأن  إنتاج محفوظ الروائي  لم يكن منحصرا في اختيار جمالي بعينه  ،إنما شهد تحولات كثيرة  شكل التجريب أهمها. من هذا المنطلق عمل الناقد إلى وضع مفهوم الواقعية، أو ما يطلق عليه التمثيل الروائي القائم على أساس مبدأ المحتمل موضع مساءلة  ،وهو الأمر الذي مكن الناقد حسب الباحثة من إعادة تصحيح الصورة الأدبية السائدة عن نجيب محفوظ لدى النقاد والأدباء(أي كونه روائيا تقليديا..) .وهكذا تخلص في نهاية عرضها إلى أن الكتاب هو دراسة تقف على مغامرة تجديد الشكل الروائي  عند نجيب محفوظ،والكيفية التي  أنجز بها تحولا في الشكل الروائي الواقعي .وانطلاقا من تحليل النصوص سابقة الذكر ، فالكتاب في رأي الباحثة أكد تمثل الرواية العربية لقيم الفن الحديث (روح الرواية /السخرية/اللعب/اللذة الفردانية/حكمة اللايقين..).

إن التجريب ،في قراءة الباحثة ، استراتيجيه فنية تسعى إلى تقويض النمط والنموذج،وهو لايعني الخروج عن المألوف بطريقة اعتباطية على حد تعبير محمد برادة ولا هو اقتباس وصفات و أشكال جربها آخرون في سياق مغاير... إن التجريب  يقتضي الوعي بالتجريب،أي توفر الكاتب على أسئلته الخاصة التي يسعى إلى صياغتها  صوغا فنيا يستجيب لسياقه الثقافي ورؤيته للعالم.

هذا الوعي هو الذي يضمن للكاتب أن يتعامل تعاملا خلاقا مع الإنتاجات الإبداعية سواء انتمت إلى التراث أو إلى الذخيرة العالمية الحديثة ومن ثم ،فإن محاورة النصوص الأخرى والتفاعل معها بل والاستفادة من منجزاتها الفنية تصبح مخصبة ومولدة لأفكار جديدة وصوغ رؤى .

       بعد هذه المداخلات سيختتم اللقاء بمناقشات الحاضرين طلبة و أساتذة ومهتمين ،مثيرين عدة أسئلة وقضايا تهم واقع النقد ونقد النقد،التجريب،التأويل،الكتابة النسائية وقضايا أخرى أثارت نقاشا واسعا وعميقا بين الحاضرين .

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité