Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
15 juin 2008

احتفاء بأسرار السرير وهوس الكتابة

damoune_1_

حوار مع الروائي المغربي البشير الدامون

حاوره : أحمد شكر

البشير الدامون ، روائي مغربي ، دخل عوالم السرد بقوة وجرأة ، بنص روائي اختار له من العناوين ( سرير الأسرار ) ، والذي صدر عن دار الآداب البيروتية في طبعة أنيقة .

احتفاء بأسرار السرير وهوس الكتابة والطموحات ، كان هذا الحوار :

1- لنبدأ بالسؤال التقليدي, من أنت ؟

البشير الدامون هو إنسان حالم مازال يؤمن أحيانا في طوباوية حد السذاجة أن الأدب يمكنه أن ينور بعض عتمة العالم , و يساعد على تحمل هشاشة الحياة (قد يكون من هذا المنطق كتبت الصرخة و صرخت كتابة).

2 - أين كان البشير الدامون قبل ( سرير الأسرار) ؟

منذ محاولات شعرية و قصصية متواضعة و خجولة , من أيام" مراهقة حياتي" اتربطت فيما أراه لحد الآن أمتع ما يمكن أن يعيشه الإنسان :" إنه عالم القراءة " يمكنني الجزم أنني أتيت عالم السرد و المحكي عن طريق القراءة . العوالم التي كنت أستمتع بها و أنا أحاول القبض عليها و الانغماس فيها من خلال القراءة قد تكون خلف رغبتي في أن أحاول صياغة عوالم أخرى تحمل من المكاشفة ما يجعل القارئ ينجذب إليها و يحس بمتعة ما .

3- وصف دقيق للملامح، لأشياء المنزل ، وللأحزان القاطعة , كيف استطعت التمكن من هذه الآلية؟.

لا أنكر حين فكرت في أن أكتب سكنني قلق كبير, عن ماذا أحكي ؟ كيف أحكي ؟ كيف أكتب و لمن أكتب و لماذا سأكتب ؟.

قلت لنفسي فإما أن أكتب محكيا يحاول أن يضيف للمتلقي "قيمة مضافة " ,قيمة تجعله يغادر عوالم الرواية و إحساس ما يشعره أنه غادرها مختلفا بعض الشيء عما دخلها. أولا أكتب و كأن مخاضا مقلقا أسفر عن هذه المحكيات . و كم أتمنى أن أكون قد وفقت.

4- غالبا ما تتم اللذة في الليل أو في عتمته الأمكنة؟.

للمتعة حضور قوي في الحياة . و العتمة في المسار الحكائي للرواية بمعانيها المختلفة تهيمن على عوالم الرواية . و لو أمعنا النظر في لمادة السردية لتبين لنا أن العتمة تشمل معظم جوانب حياة"شخوص" الرواية.

هناك حضور لليل كثيف, عتمة الأمكنة عتمة... و هناك روح تقاوم عتمتها و هي العتمة التي يصعب تنويرها.

5-اللوكو , سرطحا, الوروار ... , هل هو استحضار للموروث الطفو لي, أم رغبة في بصم مجرى الحكي بميسم له خصوصيته؟.

كنت أتمنى و أنا أبني مسار الحكي أن أستطيع الانطلاق من المعاش المحلي و الخصوصي إلى ما هو كوني و إنساني , تمنيت أن أتطرق للعمق الجواني للإنسان المقهور و المعذب.

كانت محاولة الغوص في الحياة الآسنة للإنسان المهمش و المعذب في الأرض.

6-كيف استطعت الإلمام بكل هذه الأسرار الحكائية ؟و ماهي مرجعياتها ؟.

مما لاشك فيه أن" المعاش الشعبي " مادة لاستجلاء المحكي لقد حاولت أن أعري حيوات من مجتمعنا و نفسيات شخوصها بما تحتويه من ألم ،و تدمر و تشظي. سأكون صادقا حين أقر أنني مسكون بحب عوالم الأحياء الشعبية والفضاءات الشعبية ؛و نوع العلاقات الإجتماعية و الإنسانية التي تسودها هي نواة المجتمع المغربي التي لا تختلف في جوهرها عن العلاقات التي تسود و تشكل الحياة بمعظم البلدان الفقيرة و المتخلفة .

7-سرير الأسرار ليست رواية مكان بالدرجة الأولى و إن استحضرت بقوة مدينة "تطوان" ، ما رؤيتك الخاصة لهذا الفضاء و كيف  وظفته حكائيا و تخييلا؟.

الرواية ليست رواية مكان ليست سردا جغرافيا لأزقة المدينة. و لكنني أظن أنني حاولت أن أجعل من أمكنة الحكي "شخوصا" تتفاعل مع أحاسيس مرتاديها . لست أدري إن كنت قد تمكنت من ذلك.

إن السرد الأليق هو أن يوظف المكان في علاقاته مع شخوص الرواية توظيفا فنيا احتى يصبح المكان مساهما في بلورة جمالية المحكي .

و إن المحكي في الرواية استدعى حضور فضاء المدينة باحيائها و أزقتها و دروبها .إلا أنه لم يكن حكيا تسجيليا عن الأمكنة، كان حكيا عن صراعات "الأرواح"التي تسكنها أو تعبرها.

10-هناك لذة مهربة ودعارة و فقر مدقع ، و لقطاء يمزق الحزن أوصالهم و هناك شخصيات ساقطة و منحرفة ، كيف استطعت توليف كل ذلك في سرير الأسرار ؟ كيف تضامت هذه الحكايا و هذه الشخوص دون زلزلة سردية ؟.

أظن أن الحكايا الفرعية و المقاطع السردية المتجزءة تنصهر مع المحكي الرئيسي في الرواية .

لقد كانت دراستي للعلوم الاقتصادية خلف التعرف عن قرب على معضلة التخلف ببلادنا و باقي البلدان .كنت أظن أن النظريات العلمية للتخلف قادرة أن تجد مخرجا للوضع المتأزم لهذه البلدان و طبعا للإنسان بها إلا أن الأمل كان دائما يتبخر .

أحسست أنني جد مثقل لدرجة المرض من وطء التخلف هذا . قلت قد أجد بعض الشفاء في الكتابة . و حين أكتب ذهلت من شدة تعدد مظاهر و مشاهد التخلف.فاحترت عما أكتب . و من أين أبدأ.

كما قلت كان ها جسي أن أبوح ببعض فظائع واقعنا و ببعض فوادح الحياة. فاتضح لي أنها عوالم من الصعب حصرها، و أنها سرد لا متناهي. فتشكلت لدي عدة حكايات أتعبتني حين هممت بتوليفها في قالب روائي متماسك .

إنني كتبت عن بعض ما يرعب في حياتنا و ما هو إلا غصن من شجرة شائكة. .

10-سأشرع في الحكي ، و أنا متيقنة أنه لم و لن ينتهي ، سرد لا متناه ص122...إذن هذا وعد مضمن بإن في جعبتك الكثير نورالحكي ، بالمناسبة ،فما هي مشاريعك و ما هي مفاجأتك ؟

أقر هنا أنني لم أكن جريئا كما أود. هناك عدة أسباب تكون قد ضخمت لدي الرقيب الذاتي. فلكي يقول الإنسان كل ما يفكر فيه يجب عليه أن يتملك شجاعة ربما لا أمتلكها.

لقد فوجئت بكون بعض النقاد وسموا الرواية بأنها  منتقضة و جريئة . لقد ضخموا هذه الجرأة . و أنا ما كتبت سوى النزر اليسير فكيف لو كان البوح أكثر صدقا.

نقاد آخرون شبهوا عملي بإبداع المرحوم الأستاذ محمد شكري . بل إن أحد الأساتذة النقاد وسم الرواية بأنها رواية الكائن المهمش بامتياز.

و أنا أقول أنني لا أملك جرأة الأستاذ محمد شكري الذي سمى الأشياء بمسمياتها. فروايتي تتكلم عن واقع "أشد مرارة مما رواه محمد شكري.إلا أنني اخترت البوح" عن ما هو دوني و ساقط بلغة "أنيقة". نعم حاولت أن أسرد كما قلت "بلغة" ظننتها أنيقة، الدعارة الرخيصة، و الجسد المباح و النفس المشروخة للنساء و الرحال فكانت سرير أسرار مرعبة للسقوط الأخلاقي و الاجتماعي

هي ليست بالجرأة المتوخاة . كما أن الجرأة يجب أن تكون "موضوعية " و إلا خرجت عن دورها الفني و أصبحت نشازا مقحما لغرض في نفس الكاتب .

كما أرى من اللازم أن أتذكر في هذا السؤال قولا للأستاذ يوسف ادريس ،"أن كل حريات العالم العربي لا تكفي  و لو كتابا واحدا ليعبر بحرية عن ما يحسه " .أنني بصدد مراجعة و وضع كما يقال اللمسات الفنية على عمل ثان . و بالنسبة إلي فهذه العملية الأخيرة كم تكون متعبة و طويلة، راجيا أن يرى الوجود في حلة رائقة للمتلقي (أن شاء الله )، و العمل يحكي عن انجراف حلم الإنسان و قد يحمل كعنوان"المدامغ".

11-"أحكي للفجر عن كل التفاصيل" ص123

الحكي ولادة نور ، و أنت تربط بين الحكي و بروز نور الفجر كيف عكست اللعبة الشهرزادية التي قرنته بحلول الليل ، ؟ .

أحيانا يتضح لي أن شهرزاد لم تكن سوى عميلة للرجل فهي ما حكت له سوى لإرضائه و محاولة إسعاده.

ربما لذلك قلبت الأشياء فالمروي لم أكتبه لإرضاء المتلقي المفترض فحسب و إنما هو إمتاع ممهور بشغب القلق و التساؤلات.

إن الحكي نور و الحكي في ظل أفياء النور هو نور في نور ، و ذلك ما توخته الرواية في سردها . حكي ينطلق مع الآخر ، و حلم يفجر ببدد السواد البهيم .

شهرزاد كانت تحكي للرجل في الليل بما يحمله من رمز السطوة و السلطة. و الرواية تبوح للكل و في خضم الضوء.

12- "المدد المداااد "ص 126 ، ماسر هذا اللعب ، و كيف للحبر أن يرتق كل هذه الأسمال و هذه المواجع ؟

النبرات الروحانية و الأذكار الصوفية رأيتها "كضرورة سردية" : أدعو من خلالها المتلقي ليسترجع أنفاسه من ضغط المحكي ، ربما ليرتاح قليلا قبل العودة إلى الخوض في قلق السرد . و أظن أنها كانت "جد متماسكة"مع مكونات بناء الرواية .

رواية سرير الأسرار تنبلج من السر الأول للراوية ألا و هو سر وجودها في هذا العالم: لقيطة لا تعرف أبويها و أصلها لتليها أسرار متتالية، أسرار تظل الأسئلة عنها معلقة تنتظر جوابا ما.

13-نقرأ الجنس بأسماء  ملطفة فالبغايا "ضيفات" و تعاطيهن  لحرفتهن تحت ظروف قاهرة مما يجعل القارئ يتعاطف معهن.

فهل هذا ما كنت تسعى إليه ؟ و هل هذه وجهة نظر خاصة؟ أم رؤية من رؤى يمكن أن تؤطر الحكي هنا؟.

دعارة اللذة لا تصدق على عوالم العاهرات التي حكيت عنها حيث الحاجة والفقر والضياع...هي الأسباب الرئيسية.

أكتب عن عاهرات بئيسات يبعن ماتبقى من أجسادهن لدرء العوز والمرض والفقر.وربما هن لا يستحقن أن يخاطبن كالعاهرات و.... ولهذا وصفتهن بضيفات الدار الكبيرة.

أنا كتبت عن مآسي وغصات نحياها أو نحيى حواليها ونحن نتعمد أن نلفها بالتجاهل والتناسي، ندفنها في لاشعورنا عمدا حتى لا نتذكرها خوفا من خدش جراحنا.

إنها لعبة نلعبها هروبا من فواجع الحياة حتى لا نحطم هدوءنا ورضانا في افتعاله ونوهم أنفسنا بأننا نحياه.

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité