Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
6 septembre 2009

أحمد بوزفور:أعيش سعيدا خارج الكتابة وتمنيت ألا أكتب

BozforetMotassim

من اليسار: القاص أحمد بوزفور والناقد الأدبي محمد معتصم

في اللقاء الرابع من أنشطتنا كان الاحتفاء كبيرا بكاتب كبير؛ إنه القاص أحمد بوزفور. وقد اخترنا أن يكون اللقاء مفتوحا، غير مقيد بمفهوم محدد أو محور محدد حتى ينهل الجميع من معين الكاتب الثر، ويستنير القارئ بآرائه، ويتعرف على بعض من القضايا التي تشغله، لأن الكاتب - أي كاتب- يكون في الكتابة غيره في الشفاهة.

وقد قدم الكاتب وسير اللقاء الناقد الأدبي محمد معتصم الذي قدم الورقة التالية:

"كثيرة هي الزوايا والقضايا الجادة والجوهرية التي تطرحها كتابات أحمد بوزفور القصصية والنقدية. وأعتقد أنني واحد من بين النقاد والمبدعين الذين يتابعون بمتعة ولهفة كل إصداراته، وأترقبها، كما أنني أتشوف لقاءه كاتبا وإنسانا هاديا ومعلما. إنه الإنسان المتفتح كآخر حداثي، والفقيه الرصين كالأولين، المتواضع تواضع العلماء، المتفهم الذي يحتوي ارتباك المبتدئين، ينزل إليهم حتى يمنحهم الثقة، ويرفع معنوياتهم حتى لا تسعهم سماء ولا تقدر على حملهم الأرض. إنه "عوليس" الذي ينقل التائهين إلى مجال الكتابة، يسدي لهم النصيحة الثمينة التي قدمتها له "الأم" في قصة "أمي" فيقول لهم: لا تكونوا غيركم، كونوا أنتم.

لا يقف فضل أحمد بوزفور على القصاصين المغاربة عند هذه الدفعة الضرورية الداعمة، بل يقوم بالتوجيه والتقويم مع الحرص الشديد على أن يظل الكاتب فيه بعيدا عن وهم "المشيخة"، وبعيدا عن فخ المريدين والمحابين والمتزلفين إيمانا منه بأن الكتابة الحقيقية لا تصدر إلا عن الكاتب الحقيقي الذي يتشبث بحريته واستقلال ذاته، وإدراكا منه بأن المريد يحول الشيخ مع الوقت إلى شخصية نمطية سالبة، يصير أسدا بلا أنياب أو براثن.

وأفضال القاص أحمد بوزفور على القصة المغربية كثيرة منها تمثيلا لا حصرا: أنه ساهم في نقلها بهدوء وسلاسة من صخب الإيديولوجيا وعنف الخطاب إلى حياض الحداثة المضيئة، ومن ضجيج القضايا والموضوعات الكبرى الخارج إبداعية إلى موضوعات الحياة اليومية الملتصقة بجلد الإنسان الحقيقي.

ومنها أنه عمل ويعمل على لحم شتاتها، ووصل سالفها بحاضرها، والمؤاخاة بين مهاجريها وأنصارها، وهو المناضل "الغيفاري" الذي يتبع صدى القصة القصيرة في الأحراش والأدغال والقرى والمداشر البعيدة، لا يكل ولا يمل، ولا يقدم الأعذار، وليس له من ولي ولا نصير غير قلبه الواسع الذي يحتوى جرعات زائدة من الحب للقصة القصيرة ولكل بذرة تشرف على الانطلاق في سماء الإبداع.

ومن حسناته على القصة القصيرة دفاعه من أجل إنشاء والسهر على استمرار إشعاع "مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب" سنة 1999م، بمدينة الدار البيضاء. وكأني به يحاول توطيد الصلة بين المدنية/الحضارة/والمدن الصناعية الكبرى والقصة القصيرة، وليوضح أيضا بان القصر في القصة القصيرة ليس انحطاطا بل هو تواضع واختبار في آن.

ومن أفضاله على أجيال القصة القصيرة المغربية كتابه "الزرافة المشتعلة" حيث شرح نصوص مجايليه بمشرط من حرير، يبرز العلامات المضيئة ويمر كريما على الهنات. وحيث فسح الآفاق لارتباك وتردد القصاصين الجدد ليصبحوا الخطباء المفوهين، والنقاد والباحثين المنظرين للقصة القصيرة المغربية والعربية والعالمية.

ومن أفضاله علي العلم، أعني التعليم فقد درسني الشعر في الجامعة، وكان المرشد الهادي في بحث التخرج، لم يكن المعلم المتسلط، والعالم المترفع، ولا بضيق الخلق، ولا الضجر المتأفف، بل عهدته الآذان الصاغية، والبسمة المرحبة، واليد التي تحمل إليك الحب والماء وتفتح لك باب القفص لتطير مع العصافير الحرة وهي تقول:" وَجْطْ وَجْطْ" أي بلغتنا نحن البشر "أحبك أحبك"، كما جاء في قصة "سعدون". كثيرة أفضاله فكيف لي حصرها.

يقول لنا أحمد بوزفور حكمته، ويذهب هو أيضا معنا للبحث عنها، يقول لنا كونوا أنتم. إنه صوت الأم الذي لا يعرف الخداع. جاء في قصة "أمي" من مجموعته الجديدة "قالت نملة" في المقطع السابع:" قلت لها:

ولو لم تكوني بنتَ أكرمِ والدٍ ــــــــ لكان أباكِ الضخمَ كونُكِ لي أما

فابتسمت في تسامح وهي تقول:

دعك من المتنبي، فهو لا يليق بك.

من يليق بي إذن؟ المعري.

ربما، لكن الأحسن من هذا وذاك أن تكون كما أنت: ابني." ص (351)

2/ يقوم انبهار بودلير بقصص إدغار ألن بو على عنصر "الاستثناء" وكذلك عند تودوروف في دراسته لقصصه العجيبة. وقد ظل على وقت طويل الحدث الاستثنائي والشخصية المفارقة من عناصر الإبداع في القصة القصيرة العالمية، لكننا مع قصص أحمد بوزفور نجد الدعائم التي ينهض عليها الجمالي في القصة القصيرة لديه "الحقيقة" غير المثالية كما عند غوركي مثلا. فهو يكتب القصة دون تكلف لغوي، أو أسلوبي، أو مستنجدا بصور ثابتة في المتخيل النصي العربي أو العالمي، بل ينهل مباشرة من الحياة في بساطتها وفي تركيبها أيضا وحسب ما تقتضيه جمالية القصة.

لذلك نجده مميزا في كثير من المقومات:

فموضوعاته التي تتمحور حول الطفولة والأمومة والوطنية تخفي وراءها صخب العالم وعنفه، عنف الحياة على الطفولة البريئة، وقسوة التعامل مع المرأة، وعدم رحمة المواطن لهذا الوطن.

ولغته بنت الحياة أيضا متعددة متنوعة متقلبة بين فصيح ودارج ومفصح ومدرج، وليست الحياة سوى ما نحياه حقيقة ونصطلح عليه بالمحلية المغربية، تلك التي تقولنا دون مساحيق، والتي بها نسمو ونكون بين الكينونات الأخرى المجاورة لنا.

لأحمد بوزفور سعة صدر "قشابته واسعة" في الحياة، لكنها قد تضيق في الكتابة. كتابته غير مرحة، كتابته مهمومة، تحمل ثقل العالم. وتتحمل مسؤولية الخراب الذي وقع في العالم ويقع الآن. فكلماته تميل على الصمت، تقول كل شيء لكنها تشعر سريعا بالضيق فتتكسر على حروفها لتصبح مجرد وحدات صوتيةٍ، أو مجرد حروف متقطعة الأوصال، أو مجرد نقط للحذف تقود نحو الفراغ. لكنني أتساءل مع نفسي هل هي بلا معنى؟

لا تتكسر كلمات أحمد بوزفور بين الحين والآخر، بل الكتابة السردية أيضا، فتأتي على أحوال، منها: الكتابة المشهدية، وكتابة الفقرات، أي المتواليات السردية المقطعية أو المقطَّعة، وكتابة التكرار، ثم إعادة الكتابة. وليست إعادة الكتابة كالتكرار البلاغي لأنها توسيع وإضافة للنص الأصل، كما نجد في قصة "زفزاف" في مجموعة الكاتب الجديدة "قالت نملة".

كثيرة هي أفضال الكاتب وكتابته على القصة القصيرة بالمغرب، لذلك أجدني، مهما قلت، بعيدا عن قول محبتي لك واعتزازي. لك دائما، الكلمة."

ثم تناول الكلمة القاص المحتفى به "أحمد بوزفور"، قال:

"جئت للاستماع إليكم ولتقديم كتابي إليكم"ديوان سندباد"، وللإجابة عن: لماذا جمعت المجاميع وضممت إليها مجموعة "قالت نملة"، بدل نشرها منفصلة كما كان رأي إخوتي في مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب"؟

كان السبب الأول هو تسجيل حضور القصة القصيرة المغربية في كتاب، والمهم مساعدة الباحثين وتمكينهم من العثور على المادة مجتمعة. والسبب الثاني أن كلية الآداب هي التي طلبت نشر كتابي وكان من غير اللائق انتزاع مجموعة "قالت نملة" من الديوان"

ثم بين أن الغاية من المشاركة في هذه الأنشطة التي دأب على تنظيمها فرع مدينة سلا، اللقاء بالكتاب المهتمين والمهمومين بالقصة القصيرة."

جاء سؤال رجاء الطالبي بعد كلمة الترحيب، مركزا كالتالي:يقول "كافكا":" Si je n’écris pas je serai de pierre" أنت بين فعل أن تكتب وبين فعل انتظار الكتابة، هل يمكنك الحديث عن هذه اللحظة بين فعلين يمكن وصفهما بلحظة الوجود وعدم الوجود؟

بوزفور: أنا أخاف من الكتابة وأؤجلها باستمرار. أعيش سعيدا خارج الكتابة وتمنيت ألا أكتب. وبداية الكتابة صعبة عندي، وأنا أدخل بداية القصة أحسني أتمثل قصيدة الهايكو التي تقول:" لكي تكتب قصيدة جميلة يجب أن تقتل أشياء كثيرة". الكتابة عندي هي كتابة الفرد الجديد والخاص، ولذلك عليك أن تزيل عنك كل هذه الأثقال. للأسف نحن نكتب أشياء جديدة بلغة ثقيلة. وأنا أعاني مع اللغة وأحسني تلميذا وأنا أريد أن أكتب اللغة الفصيحة النقية وكذلك كتابة اللغة الدارجة التي لا تخضع للقوانين. فأنا لا أرغب الكتابة بلغة بلاغية ومثقلة وأنيقة، كما لا يمكن أكتب بدون قواعد. لهذا نحن في حاجة إلى اللغة المفتوحة: وهي اللغة التي لا تحتاج إلى معيقات، التي يتحرك فيها القاص بما تسمح به القصة. نحن في حاجة إلى الكتابة بما يسميه النقاد "اللغة الوظيفية".

لكن إذا كانت البداية صعبة، فبعد الدخول في العالم يتحول الإحساس إلى أفضل وأسعد لحظة: النهاية، لكنها لحظة قصيرة.

أحمد زنيبر:

ما هي الحدود بين القاص المبدع والناقد والقارئ.

بوزفور:

هناك منزلة بين منزلتين، وهي منزلة القارئ. وأنا في الحقيقة قارئ أكثر مني ناقدا. حتى عندما أكتب القصة فأنا أخفي قراءات ونصوصا أخرى.

الروائي أحمد الكبيري، سأل القاص أحمد بوزفور سؤالين هامين، هما:

قال محمود درويش مرة بأنه يكتب القصيدة لكنه يضحي بمقاطع جيدة لأنها لا تؤدي معنى. هل تقومون أنتم بذلك؟

ثم ما الغاية من كتابة مهمومة، ولا تتقاسمها مع الآخر/ المتلقي؟

بوزفور:

ما هو المعنى في القصة أولا: المعنى في القصة هو المبنى الجمالي. مثلا؛ عندما أقرأ كلمة في نهاية القصة وتذكرني بكلمة قرأتها في البداية أو في الوسط وهو ما يشعرني بأن الكاتب ملم بعمله.

أما بخصوص المتلقي أقول إن الكتابة الجمالية كانت دائما للنخب، في العالم وعبر التاريخ، ولم تكن عمومية. لكننا ننشر رغم كساد وتراجع سوق القراءة، ولا ينبغي التخلي عن الكتابة.

القاص إسماعيل بويحياوي، طرح سؤالا محددا حول العلاقة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة؟

بوزفور:

أتمنى ألا يغضب رأيي الشخصي كتابة الفصة القصيرة جدا، وهو نابع من خوفي على القصة، لهذا أدعو إن تكون القصة مفتوحة. أي أن تكتب قصة في خمسين صفحة أو قصة في سطر، لكن دائما تحت مسمى "القصة" بعيدا عن هذه التصنيفات التي يبدو من خلالها السعي إلى الاستقلال عن القصة. لماذا هذه الدعوة؟ إنها خوف على القصة. ينبغي أن تكون الأنماط ضمن نوع سردي واحد (القصة).

رجاء الطالبي: القصة تأخذك منك فتزعجك لتجعل منك آخر. وعودة إلى سؤال القارئ. أن تكون في الحياة هو نوع من القراءة لأنه لا يمكنك أن تعيش دون أن تقرأ تتأمل ما تراه وما تحياه. من هنا تصبح الحياة والوجود نوعا من القراءة أي نوعا من التفكر في الطبيعة والأشياء.

أحمد بوزفور: فعلا فأنا قارئ بالدرجة الأولى، حتى أن في قصصي تختفي قراءات عديدة. وأتفق معك على أن تصبح القراءة ليست فقط قراءة الكتب وتتجاوزها إلى تأمل الناس والأشياء والحياة عموما.

محمد معتصم الناقد الأدبي: قبل أشهر بكلية الآداب بمدينة مكناس تحدثت عن مستويات الحلم في "ققنس" وفي "قالت نملة"، حدثنا أنت عن الحلم؟

أحمد بوزفور:

الحلم أروع شيء خلقه الإنسان، وأروع من كل الأشكال الجمالية لأنه يتميز بفرادته، بخاصية الفرادة والجدة، ثم خاصية الحرية. الحلم يتيح لنا التصرف الحر. الحلم أفق وأحلم أن أكتب شيئا يشبه الحلم. أن يعيش الإنسان الحلم.

أحمد الكبيري: ألا تغريك كتابة الرواية.

أحمد بوزفور: أنا قارئ نهم للرواية. لكن ليس في ذهني رغبة كتابة رواية ليس تعصبا للقصة. ولكن لأنه ليس ضروريا. ولم أجد في نفسي أية رغبة لكتابة الرواية.

رجاء الطالبي: هل يمكن للكتابة أن تكون نزيفا؟ أنت تكتب كما لو أنك تنزف. تكتب كما لو أنك تتهاوى؟

أحمد بوزفور: أنا أحيا وأنا أنزف.

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité