Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
30 juin 2010

أنا وكرة القدم بالأمس واليوم

مساهمة خاصة (شخصية) بملف نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي الجمعة الماضي

منذ قرأت كتاب "الدولة" لجورج بوردو وهو يقارب العمل السياسي بعمل فريق كرة القدم، ويبين الترابط الوثيق بين الفرد والمجموعة، وحاجة كل واحد منهما للآخر من أجل الفوز تغيرت رؤيتي لكرة القدم، وبعدما تعرفت أيضا على أهمية كرة القدم في تشكيل الوعي السياسي في المغرب، وكيف استغل بعض القادة الفرق كرة القدم للدفاع عن الوطنية والهوية المغربية... تغيرت رؤيتي لكرة القدم ولم أعد قادرا على النظر إليها كلعبة لتزجية الوقت، أو موضوعا لترويض اللسان على الجدال والحجاج أو حتى مجرد الكلام لإثبات الذات أمام الأقران.

لذلك فأنا من عشاق كرة القدم وقد لعبتها بمهارة في صغري وشبابي ضمن فرق الأحياء بالدار البيضاء، أقول كرة القدم مجردة، أي أنني لست من أنصار فريق دون فريق آخر، فقد ضاق الوقت كثيرا وتغيرت القيم، وباتت الأهداف التي تحدثت عنها أعلاه متوارية خلف الصناعة الكاسحة والسوق الرائجة المحيطة بلعبة كرة القدم، كما رافق هذه التغييرات تحول في طرائق التعبير عن الفرق أو عن السخط سواء.

ومتابعتي للمونديال متقطعة هذا العام، رغم أنني من الذين رحبوا بفكرة تنظيمه بالقارة السمراء، كما أنني أتابعه هذا العام مضطرا بالمقهى تلبية لرغبة ابني أيوب الذي أبدى ولأول مرة اهتماما بهذه اللعبة، وأريد أن أدخله في أجواء الانفعال الجماعي، ومشاهدة المباريات وسط الصخب، ولأمنحه فرصة أن يكون صديقا محتملا في المستقبل، وحتى يخوض التجربة. فالانفعال الجماعي بكل ما يحمله من تضارب في الآراء، وإرسال الكلم على عواهنه، وقرقعة الكؤوس على الطاولات، واهتزاز الأجساد وافتقادها لوقارها عند كل محاولة فاشلة كل ذلك وغيره متعة تتيحها لعبة كرة القدم، ويمنحها لنا المونديال.

لن أقول بأن الانفعال الجماعي أو "الطاعون الانفعالي" كما يسميه فيلهيلم رايش، يحتاج إلى دراسة عميقة لتشريح طبائع الناس، ولكنني أقول بأن هذا الانفعال مهم جدا في ترسيخ انتمائنا الشخصي إلى العالم، وإلى اللحظة الراهنة وبالتالي إلى الحياة، ويلهينا قليلا عن المشاغل التي تكاد تحولنا إلى صخر صلد، وإلى آلات تتحرك وفق برمجة دقيقة صارمة، ويخرجنا من العزلة التي فرضناها على أنفسنا.

لن أتحدث عن النتائج المخيبة للآمال، خروج البلد المنظم في الدور الأول رفقة الدول الإفريقية مما يرسخ فكرة التدني الكروي تبعا لتدهور عام وشامل على مستويات أخرى غير كروية مقارنة بالدول المشاركة الأخرى من أمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية... ولكن أقول إن كرة القدم مثلها مثل الشعر والقصة والرواية والمسرح والرقص والسينما وباقي الفنون الجميلة وغير الجميلة ليست سوى تجل من تجليات البنى التحتية والوعي الثقافي والجمالي والفني ولن تعكس إلا القدرة رهينة الإمكانيات والوعي الثقافي الكروي.

يمنحنا المونديال فرجة ومتعة، ويسمح لنا بفسحة تصريف بعض من طاقاتنا الانفعالية الجماعية، ويوحدنا مغاربة وباقي العالم لحظة متابعة المباريات قبل العودة إلى عاداتنا اليومية.

Burdeau Georges : L’Etat. Seuil.1970

Reich Wilhelm : L’analyse caractérielle. Pbp.1971

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité