Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
18 avril 2013

لماذا أنشر بعض كتبي إلكترونيا؟؟؟

محمد معتصم

 

لماذا الكتاب الإلكتروني؟

 

 

عندما نعود إلى أدبيات "النهضة العربية" و"النهضة في العالم الغربي" قبلها، نجدهما قد ارتبطتا بظهور المطبعة والحملة السياسية والعسكرية والثقافية لنابليون بونابرت إلى مصر، وعندما نتوغل في الماضي نجد أن "بيت الحكمة" كان له الفضل في حدوث الثورة الثقافية العربية ومن ثمة الثورة السياسية والاجتماعية التي رفعت العالم العربي إلى أرقى مرتبة حضارية عرفها في مساره، وتبدأ الثورة الحديثة الإلكتروني والرقمية بتحويل الكتاب الورقي والمجلات والجرائد ... إلى كتب ومجلات وجرائد إلكترونية ورقمية وتخزينها في صورتها الجديدة التي يمكنها الانتقال من مكان إلى آخر بسرعة الضوء وبدقة وجودة عاليتين، وبأسعار ضئيلة ومجانا.

 

هناك في شبكة الانترنيت اليوم مكتبات إلكترونية ورقمية ضخمة تخزن آلاف المجلدات وأمهات الكتب في مختلف العلوم والآداب وتخزن آلاف اللوحات الفنية والتحف التي تشهد على أن الحضارة الإنسانية فعل واحد مشترك في عمقه وإن بدا على أنه متفرق ومعزول ومحلي.

 

المهم، أن ظهور المطبعة وفر انتشار الكتاب وسمح بوصوله إلى أكبر عدد من القراء، ولم تعد القراءة بعد هذا الحدث حكرا على الفئات الأرستقراطية التي تنعم في جنان القراءة وتستفيد من ثمارها الفكرية والجمالية ومتخيلاتها التي تقارب الواقع بمستويات عدة، بل وصل إلى أيدي قراء لم يكونوا في ما قبل يعرفون القراءة والكتابة، كانوا أميين حقيقيين، أي مجرد عبيد. والمطابع اليوم مختلفة تماما لا تستهل الورق/الخشب ولا تستهلك المداد/الصمغ لكنها استبدلتهما بوجود إلكتروني على شاشات الحواسيب والهواتف الذكية والألواح الإلكترونية ولا نعرف ما الذي يمكنه أن يأتي مع رياح الثورة الحديثة. ويمكن للإنسان اليوم أن يقرأ ويكتب ويتواصل دون حاجة إلى قطع المسافات الطويلة وتكبد متاعب ومساءلات الرقيب والجمارك، كما لا يكلف جيبه الثقل الذي كانت تكلفه إياه الكتب الورقية.

 

إذا كانت المطبعة قد وسعت من دائرة القراء في حينها، وطورت وغيرت وجه العالم وقتها، فإن الكتاب الإلكتروني والرقمي سيغير في أشكال الكتابة وتلقيها، وسيوسع أكثر من دائرة القراءة وينتقل بهما؛ الكتابة والقراءة، إلى المستوى الإنساني والعالمي، فمقالة بجريدة محلية اليوم يمكن قراءتها في أكثر من بلد في العالم المعمور، ويمكن التفاعل معها بالتعليق والنقد وإصدار الأحكام فيحدث التأثير والتأثر بالإيجاب والسلب في آن.

 

واختياري نشر جزء من كتبي المنشورة ورقيا سلفا والمخطوطة التي في طور الانتظار يندرج ضمن هذا التصور العام والرغبة في المشاركة وتجاوز الارتباط الرومانسي بالكتاب الورقي، وكأن الإنسانية لم تعرف الكتابة على الجدران وعلى الحجارة وعلى ورق البردي وعلى جلود الحيوانات والألواح الخشبية ،،، وكأن الكتاب الإلكتروني سيلغي الكتاب الورقي فورا، إن الأمور لا تحدث بهذا الشكل، إنها تخضع للتحولات الزمنية وتغير الوعي والعادة والألفة والانتشار والتداول، ونحن في بداية عصر جديد وبعيدين عن الانتشار والألفة والاعتياد بله الوعي، لذلك فالكتاب سيبقى دائما وسيستمر لكن شكله سيتحول بتحول أدوات الكتابة والقراءة؛ الحواسيب والألواح الإلكترونية والهواتف الذكية والكتاب الإلكتروني كجهاز محمول بحجم كف اليد الواحدة، كما تغير وجه التاريخ باكتشاف الإنسان للأدوات البدائية وهكذا ثم تغيير وضعيته هو ذاته وخروجه إلى وجود جديد من كائن خارج التاريخ [بدائي] إلى وجود تاريخي،،، إلى وجود افتراضي [يلذ لي استعمال وجود استعاري] ،،، كأن تعمل مع شركات عالمية عن بعد ودون ارتباط مادي مباشر سوى صورتك الافتراضية ورقم بطاقتك البريدية وحسابك البنكي ،،، وهكذا دواليك.

أختار هذه المغامرة لأن الكتاب الورقي على مستوى الربح المادي الذي يتحدث عنه الجميع لم يتحقق لدي، ولم أقبض مقابلا ماديا على كتبي التي نشرتها باستثناء كتاب نشرته بدار الثقافة المغربية بالدار البيضاء على كتابي "الذاكرة القصوى" سنة 2006م، لأنه اشتغل على كتب مقررة وأن دار النشر تعلم أنها ستسترجع مقابل ذلك المال مضاعفا كثيرا بالإضافة إلى القيمة التقديرية والمضافة بإدراج عنوان الكتاب ضمن لائحة منشوراتها. لذلك فكل كتاب "صدقة جارية" وسأكون سعيدا جدا إذا تمكن القارئ من الوصول إليه واستفاد منه بأي شكل من الأشكال؛ في عمله وفي تحصيله العلمي وفي تثقيف نفسه.

 

أختار هذه المغامرة للتخلص من الأوهام، وأكبر الأوهام التي تحاصر الكاتب والمثقف اليوم وسلفا وهم "امتلاك المعرفة" ووهم "الوضع الاعتباري" في عالم بلا قيم وبلا اعتبار، عالم مادي ونفعي مليء بالدعوات المغرضة الباطلة والمضللة البروطاغونية، هي رغبة شخصية بصيغة جماعية، أي أنني أتمنى أن يتفاعل الكتاب المحدثون مع المتغيرات والمستجدات الواقعية الآن وأن ينخرطوا فيها بقوة، ولن أقف هنا عند حاجز الجودة والرداءة لأنها منتشران وبقوة في عصر الكتاب الورقي، بل هناك الأدهى من ذلك، هناك كتاب مزيفون ينتجون ثقافة مضللة ويبثون روح الفتور والخمول والعداء ووووووفي نفوس جيل جديد سيكون مسؤولا غدا عن الحياة الثقافية.

 

أختار هذه المغامرة لأن وتيرة النشر الورقي بطيئة وثقيلة ومملة ولا تناسب حركة الإنتاج، سواء على المستوى الشخصي حيث أجد في أدراج مكتبي ومكتبتي العديد من المخطوطات الجاهزة والمشاريع التي تنتظر بسبب بطء النشر الورقي وكثرة علل وحجج الناشرين خاصة في الفترة الزمنية الحالية التي اندلعت فيها نيران ما سمي "الربيع العربي" فأحرقت معارض للبيع كثيرة في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن،،، واللائحة مفتوحة، أو على المستوى العام باقي الكتاب.

 

هل أنا ضد الكتاب الورقي؟

أبدا، أحبه لكنه لا يلائم طموحاتي ولا حركة فكري ويساير القضايا الفكرية والجمالية والحياتية [الاجتماعية الاقتصادية والسياسية...] التي يرتج بها العصر الإلكتروني والرقمي الذي نعيشه. وأنا لست أبدا ضد فكرة طبع نسخ من كتبي ورقيا بعدد صديقاتي وأصدقائي وبحجم الفراغ الموجود برفوف مكتبتي.

 

....    

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité