Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
25 juin 2006

هيا صالح من الأردن تكتب عن الرؤية الفجائعية لمحمد معتصم

الصديقات والأصدقاء

تحية محبة وتقدير

وأنا أقلب في ملفاتي الماضية في محفظة الحاسوب انتبهت إلى انني لم أعثر سوى على بضع مقالات اهتمت بما أكتبه. وقد حز في نفسي كثيرا أنني أكتب عن الآخرين منذ ربع قرن من الزمن. كتاب من الماء إلى الماء، وحتى من خارج اللغة العربية ترجمة ودراسة. في الوقت الذي ضن الآخرون عن إلقاء كلمة طيبة في طريقهم إذا ما عبروا أراضي. ويمكنني عدهم على اصابع اليد

صدوق نور الدين عندما قدم كتابي "المرأة والسرد" وأيضا عندما قدم كتابي في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء "النص السردي العربي:الصيغ والمقومات". وأذكر أيضا تقديم عبد الحق ميفراني لكتابي "المرأة والسرد" بجريدة القدس العربي. والشاعر جمال الموساوي الذي قدم كتابي "الرؤية الفجائعية في الرواية العربية نهاية القرن العشرين" وقد نشره بجريدة العلم/ الملحق الثقافي. ولا يمكنني نسيان "البورتريه" الرائع الذي وضعه في حقي الصديق الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، ونشره بعدد من المواقع والجرائد الإلكترونية، قبل نشره على صفحات الملحق الثقافي لجريدة المنعطف. وهناك أصدقاء وكتاب آخرون لا أعرفهم لكنني قرأت تقديمهم لكتابيَّ الأخيرين على صفحات الانترنيت. وطبعا ممن كتبوا على كتابي "الرؤية الفجائعية" الصادر بالأردن عن دار أزمنة الناقدة النشيطة هيا صالح. وهنا مقالتها التي نشرتها بجريدة الرأي الأردنية

هيا صالح/ناقدة من الأردن.

"الرؤية الفجائعية" حين تتأسى الرواية العربية على ما فات وتأسف لما هو آت.

يبحث كتاب "الرؤية الفجائعية في الرواية العربية نهاية القرن العشرين" الذي صدر مؤخرا عن دار أزمنة للنشر والتوزيع للباحث المغربي محمد معتصم، في مفهوم "الرؤية الفجائعية" لدى جيل السبعينيات الروائي، وهي الرؤية التي ظهرت لاحقا،كما يؤكد الباحث، في بعض كتابات جيل التسعينيات، كرؤية تتأسى على ما فات، وتتأسف لما هو آت. ويحاول محمد معتصم في دراسته استنباط تجليات مفهوم "الرؤية الفجائعية" على مستوى المكونات السردية الأساسية، والوقوف على أثره في "القصة" و "الخطاب" بناء ومحتوى.

ويبين معتصم في تقديمه للكتاب أن الرؤية الفجائعية، كما يرى، هي موقف فكري وإبداعي من مرحلة زمنية كان فيها النهوض كحمل كذب، زاد من ثقل الشعور باليأس من الذات العربية، ولتجاوز الهزيمة تداولت الكتابات حلي "التغيير الثوري"، و"إصلاح ما يمكن إصلاحه"، ويدعو الباحث إلى قراءات جذرية لهذه الرؤية على ضوء ما جد في العالم من تكتلات اقتصادية "أوروبا"، ومن تفككات سياسية "الكتلة الشرقية"، ومن حروب وحصارات اقتصادية... إلخ.

ويلفت الباحث إلى أن الكتابة الروائية التي يتناولها في دراسته تراهن على يقينيات خارجية متخيلة؛ أي وقائع معادة الصياغة في الفكر. وكانت تراهن كذلك على الخط التراجيدي المتمثل في اللوعة والألم والعذاب. موضحا أن الكتابة الفجائعية هي صيغة خطابية في حد ذاتها، لذلك فمن خصائصها المميزة للقصة "المحتوى" تصعيد الحس الزماني والارتقاء به تدريجيا إلى الذروة، حيث تعاني الشخصية القصصية من الاختناق والهزات الداخلية تبدأ بعدها بالانحدار إلى الدرك الأسفل.

عمد محمد معتصم إلى تقسيم الكتاب إلى بعدين أولهما "سؤال الهوية" وثانيهما "سؤال المصير"، مشيرا إلى "أن هذا التقسيم جاء لضرورة إجرائية تدل على بعض الاختلاف في درجة حدة الشعور بالغربة والعزلة في العالم، أما غير هذا فالرؤية متوافقة". ويعرج الباحث على قضية "الخطاب والشكل" التي يرى أنها قضية على علاقة وثيقة ب "تقنية الكتابة" وهو ما تكشف عنه دراسته لرواية "يقين العطش" لإدوار الخراط، والذي يتبنى افتراضا قائما وممكنا جدا، وهو تعميم المعلومات في المؤسسات التعليمية بجل مستواياتها، وانتشار الحاسوب بين أكبر عدد من الأسر دون النظر إلى الفوارق الطبقية، والإمكانيات المادية المتاحة والتي تسمح بامتلاك الحاسوب والتعامل معه وبه.

ويقدم محمد معتصم دراسة تحليلية لرواية "سلالم الشرق" لأمين معلوف، الذي يقترح إمكانية الزواج والمصاهرة كحل للتشظي الذاتي، وسكون الصراعات وتوقفها عن الاستمرار، في حالات الصراع العرقي. لكن بطل الرواية، غي حال الصراع القيمي، لا يقوى على المواجهة، ويستسلم داخل المصحة الخاصة بالأمراض العقلية والعصبية، حيث تحتمي الذات بالجنون والانعزال والوحدة.

ويتوقف الباحث عند رواية "سيدة المقام" لواسيني الأعرج التي يعدها مثالا على الفاجعة بكل مستوياتها، الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، مشيرا إلى أنه رغم تعدد أساليب الحكي في هذه الرواية، إلا أن أغلبها يمتاح من الذاكرة في محاولة للتخفيف من ضغطها، واستجابة للحنين العاطفي الجارف تجاه الأشياء الحبيبة إلى النفس، واستجابة للنوستاجيا، الحنين إلى الوطن والمدينة، عند تضاعف وتكاثف حس الراوي بالغربة.

أما في رواية "هلوسات ترشيش" لحسونة المصباحي، فإن حياة الشخصية الرئيسية في الرواية تنتهي إلى التيه في الصحراء، حيث يمثل هذا التيه، كما يرى معتصم "مستوى آخر من مستويات الغربة والعزلة؛ عزلة الذات وضآلتها، وإمكانية أخرى تنضاف إلى الانتحار عند واسيني الأعرج، وتنضاف إلى حالة الهبوط النفسي ومحاولة الانتحار الرمزي عند إدوار الخراط".

ويؤكد معتصم في دراسته لرواية "حين تستيقظ الأحلام" على مهارة "التنوع الخطابي" عند الروائي الأردني الراحل مؤنس الرزاز، وهي المهارة التي تقع تحت طائلة التجريب الروائي العربي، ويقول الباحث في هذا السياق :" التجريب الروائي عند الرزاز كان عبارة عن ردة فعل على الرواية العربية الرتيبة التي تقف عند الواقع تصفه وتنقله دون روح"، معتبرا أن رواية "حين تستيقظ الأحلام" تتناول حقيقة التردي والانحطاط الذي أصاب الأمة بعد هزيمة حزيران 1967، حيث تعاني شخوص الرزاز الروائية من الهبوط النفسي الحاد، والشعور باللاجدوى، وتتصف بأنها بلا هوية، وممسوحة المعالم.

ويعرف الباحث اللا واقعية في النقد الأدبي على أنها اختيار المبدع عالم الخوارق الذي لا يستند إلى الحقائق العلمية والعملية بل يكون سابقا عليها كما في الخيال العلمي، أو بعيدا عنها ومناقضا لها كما في الحكايات الشفهية الشعبية، وأن اللا واقعية بهذا المعنى لها تقنياتها الكتابية، ولها غاياتها الأدبية وآثارها على القارئ في آن.

وتأكيدا على ما ذهب إليه معتصم، فإنه قدم دراسة لثلاث روايات متفاوتة في مستويات الواقعية، وكذلك مستويات الرؤية الفجائعية، حيث تبدو رواية "رائحة الزمن الميت" لعمر والقاضي مشغولة بالقضايا الاجتماعية والحقوقية والسياسية لمغرب حديث ناهض يريد قطع كل صلة له مع الماضي المظلم، وتركز رواية "ضحكة زرقاء" لمحمد عز الدين التازي على آثار حرب الخليج الثانية على الثقافة والمثقف، حيث يقع بطل الرواية في شبه غيبوبة، ويدخل مغارة مظلمة منزويا ومنعزلا عن العالم، يعاني وحدته القاتلة. وتتخذ العلاقات العاطفية في رواية "دعها تسير" لمحمد صوف موضوعا للتعبير عن التحلل والفشل السياسي والاجتماعي والقيمي.

ويشير محمد معتصم إلى ضرورة البحث عن الرؤية الفجائعية في كتابة المرأة، متناولا رواية "الميراث" لسحر خليفة، التي حددت وضعية المرأة في المجتمع الفلسطيني الجديد؛ مجتمع الدولة الحديثة، بالنقد والتشريح، حيث تنتهي الرواية بولادة غير طبيعية لمولود تنجبه "الشخصية المحورية" ، من أطفال الأنابيب، ويكون نصفه إسرائيليا ونصفه الآخر عربيا، وهو وضع صادم ومفجع.

ويتوقف الباحث عند رواية "جسد ومدينة" للكاتبة المغربية زهور كرام، لافتا إلى أن المرأة المبدعة في صراعاتها ضد الرجل أو المجتمع تنحصر في البحث عن موقع لها خارج الوصاية، وأن المرأة في كتاباتها تجد نفسها محاصرة بكثير من الإرغامات والقوانين العرفية والاجتماعية والسياسية والدينية، ومشدودة إلى التطلعات المستحدثة والمقترحات النسائية التحررية.

ويوضح محمد معتصم أن وقوع أدب المرأة بين الإرغامات والطموحات يشعرها بالفاجعة، وكأن العالم أجمع قد توحد ضدها، وهنا تتوجه الذات إلى الآخر؛ الرجل، في الوقت الذي يصعب عليها فيه مواجهة الخارج القاهر، ويعد الباحث هذا السلوك ضربا من التيه واختيار الطريق غير السليم، لأن اتهام الرجل، ورفض الزواج، وتحقير الإنجاب يؤدي إلى الهدم، وهو قيمة سالبة في بعدها وفي جوهرها.

وفضلا عن الطروحات المشار إليها سابقا، فإن الباحث يرصد عددا من السمات التي يرى أنها موجودة في الرواية العربية نهاية القرن العشرين، خصوصا عند جيل التسعينيات، مثل: عزلة المثقف ومحاربته اجتماعيا ومناهضته فكريا، عدم جدوى الكتابة، وطغيان أسلوب التفجع والتأوه على التراكيب عند غالبية كتاب الرواية في التسعينيات، الاحتماء بالذاكرة والماضي، التمزق الاجتماعي وتفاقم القيم، الخضوع والاستسلام وغياب الفعل المضاد (المواجهة)، الشعور بلا جدوى الفعل والبقاء، والتشاؤم والسوداوية التي تصبغ النظرة العامة للحياة.

وأخيرا، فإن الباحث يرجع أسباب تفشي الإحساس بالفاجعة لدى الكتاب العرب في نهاية القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة إلى كون العالم العربي قد دخل مرحلة أخرى من انتظار الفرج، والتخلص من "عقدة" الماضي المجيد على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية والإبداعية، حين كان العرب والمسلمون يسودون بقاع الأرض، ويتزعمون العالم، ويرى محمد معتصم أن هذه "العقدة" لا يمكن تجاوزها إلا بتحقيق التصالح الذاتي والتآلف مع المتغيرات، والدخول في دوامة الحياة المعاصرة.

هيا صالح/ ناقدة

عمان/ الأردن.      

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité