Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
12 octobre 2006

الرواية الشفهية: الشاعر العراقي حميد سعيد

الرواية الشفهية ورواة مدينة طنجة .. بقلم : حميد سعيد


الرواية الشفهية ظاهرة ادبية، لم تعرف الا في المغرب، واقتصرت على مدينة طنجة، فاتسمت بالكثير من سمات وخصوصيات هذه المدينة المفتوحة والمتفتحة، التي اصبحت منذ العام 1928 خاضعة لقانون خاص، وضعها تحت الحماية الدولية، وعرفت جملة من التحولات على الاصعدة كافة، ابرزها واقواها تأثيرا على محيطها الاجتماعي، ذلك التغلغل المتصاعد للعنصر والنفوذ الاجنبيين، نتيجة فرض معاهدة الحماية على المغرب، وبموجبها اصبح تحت السيطرة الفرنسية، وقد ادى وضع الحماية هذا، الى ان تكون طنجة المقابلة لجبل طارق واقصر طريق الى اوروبا مرتعا للمناورات الدولية والمصالح الاجنبية ولتنفتح من ثم على مختلف المغريات والمظاهر الغربية، وهذا ما زاد من القها الغرائبي، لذلك لم تلبث ان اصبحت ملاذا للاهواء والنزوات على امتداد زمن الحماية، وبعد الاستقلال العام 1956، تحولت الى مركز استقطاب لسياسيين وفنانين وكتاب غربيين، من ابرزهم الرسامات ونوار وماتيس، والكتاب اندريه جيد وهنري ميللر وجان جينيه.
وقد استمتعت الى الروائي المغربي احمد المديني، وهو يعلق على هذه الظاهرة بالقول ان هؤلاء حجوا الى طنجة من كل فج عميق، اذ جاءوا اليها، اما بحثا عن اللون الازرق المزرورق او الشمس اللماعة او اللحم العربي الاسمر، او لري اي ظمأ ممكن او تطلع ذي طبيعة عجائبية». وقبل ان ابدأ الخوض في موضوع الرواية الشفهية ينبغي ان اقول ان مادة الكتابة عنه، توفرت من حوارات شفهية هي الاخرى مع عدد من الكتاب المغاربة، ايام كنت اقيم في المغرب، منهم محمد برادة واحمد المجاطي ومحمد زفزاف واحمد الطريبق ومحمد شكري. كما احتفظ بشهادة لاحمد المديني استمعت اليها منه، ثم عرفت اخيرا ان الكاتبين حسن بحراوي وعبدالعزيز جدير، وضعا مؤلفين عن ظاهرة الرواية الشفهية بعنوان «رواة طنجة» لم اطلع عليهما حتى الان، وان المديني انتهى من تأليف كتاب عن محمد شكري، لم احصل عليه حتى لحظة البدء بكتابة هذا الموضوع، وانا اعرف موقفه السلبي من الظاهرة المذكورة، حيث يسميها «الجنس الملتبس».
ان الحديث عن الرواية الشفهية يقود حتما الى الحديث عن كاتب اميركي متصعلك وعجائبي، هو بول باولز، الذي قضى جل حياته في طنجة، اذ تعرف عليها العام 1931 واقام فيها منذ العام 1947 حتى وفاته العام 1999، وقد رأيته بطنجة في اواسط السبعينيات، ولم اجد رغبة عندي للتعرف عليه، وكان باولز،، يكتب القصة والرواية ويهتم بالموسيقى الشعبية، وحكايات الناس، ملتقطا كل ما هو شاذ وغرائبي، وعبر بحثه عن مصادر الحكايات قاده صديقه الرسام احمد اليعقوبي الى شخص من مشاهير مهمشي طنجة، عرف السجن وعاش حياة التشرد، فروى له سيرته الذاتية، مع كثير من المبالغة والكذب وجموح الخيال، اثمر ذلك اللقاء عن كتاب بعنوان «العيشة المذلولة» صدر العام 1964 باللغة الانجليزية وباسم «العربي العياشي»، وهو الاسم المستعار لادريس الشرايدي، وسرعان ما صدر الكتاب المذكور بالفرنسية عن دار غاليمار بعنوان «حياة مليئة بالثقوب» وبالاسم الصريح للراوي الشفهي ادريس الشرايدي، وبفعل العالم الغرائبي، الذي يقدم شرقا فضائحيا يرضي النزعة المركزية الغربية، فقد ترجمت (الراوية - السيرة) الى عدد كبير من اللغات، وقرأت خبرا في صحيفة مغربية لمناسبة صدورها باللغة اليابانية، جاء فيه، ان اليابانية هي اللغة الثالثة والعشرون التي ترجمت اليها، لكن بحدود اطلاعي لم تترجم الى العربية، ولم يتحول الشرايدي الى نجم في ثقافة الاشاعة ومختبراتها العربية النشيطة، وانتهى به المطاف الى مهاجر منسي في الولايات المتحدة.
غير ان تجربة «رواة طنجة» استمرت الى ما يقرب ثلاثة عقود من الزمن، وعلى يد المتعهد نفسه «بول باولز» كان الابرز من هؤلاء الرواة بعد الشرايدي، محمد لمرابط ومحمد القطراني ومحمد شكري، الذي سأتناول تجربته والكتابة عنه، لانه اخر من تعامل مع باولز من رواة طنجة، ثم انتقل من دور الراوي الشفهي الى موقع الكاتب.
وفي جميع التجارب، بما في ذلك تجربة محمد شكري، كان الراوي الطنجاوي، فقيرا ومهمشا، يقبل بدور «الراوي» ويقدم البضاعة (المروي) حسب طلب المستهلك وبالمواصفات التي يريد، من اجل ان يحصل على قليل من المال، كما يقبل العاطل الفقير، باي عمل يتوفر له، وباي اجر يدفع له.
انه كما يرى زفزاف يعيش على «الحكي» وكما عاش من قبل ابو الفتح الاسكندري، في مقامات الهمداني، ومثلما آلت اليه المقامات، فهذا ما ستؤول اليه الرواية الشفهية بل هذا ما آلت اليه.
* شاعر عراقي مقيم في عمان

قرأته بجريدة الرأي الأردنية

الجمعة/13.10.2006

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité