Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
11 avril 2008

مجموعة البحث تحتفي بالديكاميرون

       

في إطار عملها الدؤوب في التعريف بالمنجزات الأدبية العالمية والمغربية التي ما فتئت مجموعة البحث في القصة القصيرة تقدمها للقراء، و في إطار سلسلة الندوات الفكرية --الحلقة السادسة من " تجارب"--- التي تنظمها على مدار السنة، احتضنت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك طيلة يوم الخميس 13/03/2008ندوة علمية حول جيوفاني بوكاشيو ومؤلفه الديكاميرون. وهكذا  افتتحت الندوة في قاعة المحاضرات بكلمة عميد كلية الآداب الذي اثنى فيها على نشاط مجموعة البحث وعملها الدؤوب تلتها كلمة مجموعة البحث في القصة القصيرة ألقاها الأستاذ مصطفى جباري

توزعت مداخلات الجلسة الأولى ،التي أدارها القاص احمد بوزفور، إلى أربعة محاور جاءت على الشكل التالي:

لغة الحكي في الديكامرون للأستاذ عبد الكبير الشرقاوي و التراجيدي والكوميدي للأستاذ هشام زين العابدين والإنسان ذو البعد الواحد لزكريا بودحيم. بينما تناول الأستاذ رضوان ناصح منابع الديكامرون و جذوره الشرقية.

  1-المداخلة الأولى للأستاذ عبد الكبير الشرقاوي  بعنوان : لغة الحكاية

تساءل الاستاذ المحاضر، في بداية المداخلة، لماذا اختار يوكاشيو، في إطار تعدد لغوي ولهجي وثقافي، أن تكون لغة الديكامرون لغة مخالفة للغة الأدب.موضحا أن اختيار بوكاشيو للغة العامية فرضته عوامل موضوعية منها أولا أن الكتاب أصلا كان موجها للعموم، لكل الناس، ولذلك نجد انه اختار مجموعة ألفاظ من كل الجهات ومن كل المدن. وثانيا لأنها لغة الدين والكنيسة كما هي لغة تعطي الجاه العلمي والأدبي وتعليه.كما تساءل من أين استمد بوكاشيو لغته العامية هاته ومن مهد له الطريق ليطور العامية لتكون لغة سردية للد يكاميرون . مجيبا ان بوكاشيو وجد نفسه أمام الكوميدية الإلهية كعمل عظيم طوع فيه دانتي اللغة العامية وخلق لغة إيطالية حاسما الأمر بان هذه اللغة الأشرف تستطيع أن تصير لغة أدبية.فوجد بوكاشيو أن القضية محسومة ، بيد انه لم يبدع شعرا على غرار الكوميدية الإلهية،ولكن نثرا بوأ الديكاميرون، فيما بعد ، الريادة على الصعيد الأوروبي في النثر ، خالقا بذلك نموذجا للغة اليومية لايطاليا الحالية.والتي  لا يقصد بها اللهجة الدارجة  المحلية المتداولة ، التي نتكلمها دون قواعد ،محاكاة للوالدة والتي نكتسبها طبيعيا وإنما  هي لغة ثالثة خلقت بين الفصحى والدارجة بشكل" مخدوم"

2- مداخلة الأستاذ هشام زين العابدين تحت عنوان :التراجيدي والكوميدي في الديكامرون

أشار إلى تعايش القصة والرواية والحكي كأجناس أدبية في الديكامرون إضافة إلى الميتا قص: قص داخل قص، فيه احتفاء بالذكاء والحيل الخبيثة ،وضمن مجموعة المائة قصة لعشرة أشخاص ،حملوا أسماء رمزية تماشيا مع الرمز كما هي تقاليد الفترة الزمنية آنذاك ، جاءت مواضيع متنوعة لتضع قطيعة مع النظام الأخلاقي الصارم وقطيعة مع الكنيسة والدفع بالنفس على القدرة على التطهر، وهي إحدى مميزات و وظائف التراجيديا

3 -زكريا بودحيم : الإنسان ذو البعد الواحد

قارن الأستاذ في بداية مداخلته بين دانتي وبوكاشيو ليخلص إلى أن  الإيطاليين احتفوا ببكاشيو وكرموه دون دانتي .

وللتأكيد على الإنسان ذي البعد الواحد في الديكاميرون التمس فلسفة هر برت ماركيز وعرج على ما يسمى فيها بالاحتياجات اللازمة أو الزائفة.مبينا من خلال الديكاميرون ،أن بوكاشيو له رؤية حديثة عصرية للعالم والتي اختلفت عن معاصريه وخاصة في موقفه من الدين في آخر حياته، حيث سيتهم بالتطاول على المعتقد المسيحي. وركز في مداخلته على القصة الأولى للتاجر تشابيليطو وذكائه الخارق الذي وضعه في مرتبة القديس والتي  تعبر(القصة) في الحقيقة-- حسب المتدخل— عن حقيقة بوكاشيو ذاته ومنطلقا ته الفكرية ورؤيته للعالم  و للتجار ومواقفهم البراكماتية، وإلا لما كان استهل بوكاشيو" ديكاميرونه" بقصة  خسيس من الدرجة الأولى وهو تشابيليطو، واضعا هموم الناس أولى من كل المعتقدات الدينية ، متيحا حرية أكثر .مؤكدا أن للبطل بعد واحد وهو بعد المنطق التجاري: الربح والخسارة

  4رضوان ناصح: منابع الديكاميرون او الجذور الشرقية للديكامرون

تقدم المتدخل بعرض بدأه بالإشارة إلى التأثير الذي مارسته كتابات سردية عربية وغربية على بوكاشيو، معرجا بعد ذلك على الفابيو وألف ليلة وليلة وقصة من قصص الديكاميرون وبين كيف أن أحداث النصوص الثلاثة—بعد قراءتها كاملة- جاءت متطابقة فيما  بينها إلى حد كبير، منتقدا بذلك المؤرخين الذين تجاهلوا تأثر بوكاشيو بما هو عربي.

كما اعتمد في مقارنة ثانية على القصة التي جُدِع فيها انف البطل، ضمن قصص كليلة ودمنة ،ومقارنتها بقصة جزّ الضفائرtresses lesفي اليوم السابع  من الديكامرون.

وتداخل السرد بالشعر من خلال " بلزة" الصباح التي كانت عبارة عن أبيات شعرية في الديكاميرون وصاحب الديكامرون ومجموعة البحث من الهام ندوة الصباح ، جادت بها قريحة القاص القطيب التناني.

بعدها فتح باب النقاش ليغني الحاضرون المداخلات بمناقشاتهم وملاحظاتهم خاصة تلك التي أكد فيها الأستاذ جحفة على ضرورة الخوض في مسألة التأثر بأشكال بناء الحكاية،والبنية الشكلية للحكاية، لا التأثر بموضوعات الحكاية التي يعرف الجميع، أنها موضوعات عابرة للثقافات.

الجلسة المسائية ترأسها ذ مصطفى  جباري

1-المداخلة الأولى للأستاذة سميرة الدليمي بعنوان: المرأة في حكايات الديكامرون

تثمينا لما تم تداوله صباحا استهلت الأستاذة مداخلتها بالمرور على دانتي الليغري والكوميديا الإلهية تناولت فيها ثلاث حكايات ، لتعتبر بعد ذلك ان اختيار بوكاشيو  الكتابة بالعامية عمل مقصود  وخاصة للنساء اللواتي يجدن فيه تسلية كبيرة، أهم و أعمق من تسلية العمل اليومي الشاق، ردا على دانتي.«أوجه عملي هذا للنساء اللواتي يجدن فيه تسلية كبيرة وليست تسلية الإبرة والمغزل والحياكة» واعتبرت أن الديكاميرون عمل طبعه الخروج عن التقاليد، وتمرد على النظرة اللاهوتية التي شكلت عائقا لحرية الإبداع. كما دعت إلى ضرورة فهم الديكامرون على ضوء دانتي وبترارك من حيث هو عمل لتسلية النساء والترفيه عنهن وعلاقة ذلك بما كتبه دانتي، غير أن بوكاشيو ركز على ما هو إيروتيكي إضافة إلى ذكاء المرأة وتفوقها ووقوفها ندا للند مع الرجال.وان المرأة ليست جسدا فحسب، بل جسدا استخدمته نساء بوكاشيو لاسترداد كرامتهن وشجب ضمني لكبح الرغبات، لتتحول المرأة  بكل جرأة  إلى ذات لتقبل اللذة والعشق، مهما كلفها ذلك، مؤكدة على أن  في الديكامرون فسحة للمرأة وفسحة لإبراز إنسانيتها وتحولها من موضوع إلى ذات.

2_المداخلة الثانية لعلي القرشي: حديقة القصص العجيبة

استهل عرضه بتساؤل حول ما إذا كان بوسع قارئ لا يعرف لغة الديكاميرون، أن يمتطي صهوة النقد، موضحا كيف لمن لايفقه اللغة الايطالية مثله، التطفل على قراءة كتاب الديكامرون ، مشددا على أن ما هو بصدده، لا يعدو أن يكون قراءة تقديمية تعريفية لتمتين الروابط بين الأجناس الأدبية الغربية والعربية وتلا قح الثقافات.

أوضح بما أن القص فيه باث ومتلق أو مستهدف فالديكاميرون توجه أساسا للنساء اللواتي، هن القنوات الصالحة لنشر الوعي الحداثي وقطع الصلة مع العصور الوسطى، وهن أكثر تأثيرا على الأولاد والآباء والعائلة ككل.كما أوضح أن الديكامرون ليست حديقة لبوكاشيو، بل حديقة دائمة الاخضرار نظرا لترجمته إلى لغات العالم متحدثا عن العجيب والفانتاستيك في قصصه التي استطاعت أن تحتفظ بطاقتها المؤثرة وراهنيتها في الحاضر والمستقبل لتعبيرها عن الثابت والمتغير في جوهر الإنسان..كما تساءل عن طبيعة الجنس السردي هل هي حكايات؟ أو قصة او قصص قصيرة؟ على أساس أن قصص الديكامرون ظهرت في القرن الرابع عشر في الوقت الذي مازالت لم تظهر فيه القصة بعد ، علما أن الخصائص القصصية تنطبق على الديكاميرون.ومع ذلك فلم يسمح المحاضر لنفسه باعتبار مائة قصة قصصا قصيرة بالمعنى الحديث للكلمة

وختم ، الأستاذ علي القرشي ،مداخلته داعيا إلى إشاعة تقاليد ترجمة المنجزات الأدبية وضرورة التعريف بها  وقراءة أعمال أخرى غربية كانت أو عربية .

3-المداخلة الأخيرة للأستاذ شعيب حليفي: بعنوان الحكاية والدائرة في الديكامرون

شكر في البداية مجموعة البحث على تجربتها الرائدة،في المغرب والعالم العربي، في التعريف بأهم الإنجازات العالمية وما تناول الديكاميرون لبوكاشيو طيلة يوم كامل إلا دليل على ما يؤكد ذلك. فبعد ان عرج على تجارب عربية في الترجمة،انبرى شعيب حليفي، موضحا أن بوكاشيو لجأ إلى لغة شخصية، تقترب من الفكر والوجدان، غير اللغة الوعظية الدينية ، فيما صنف الحكاية على أنها هي الصوغ الذاتي والجمعي للصراعات والمؤامرات ، من حيث هي صوغ منحرف لليومي وهو انحراف إبداعي،الذي سيسمى فيما بعد الإبداع التخييلي.وان الحكي منذ أن وجد سار في خط لخلق التراكم ، وكلما تحقق الإشباع رسم دائرة لعدد من النصوص حتى الإشباع الكلي.وكل هذا لايمكن فصله عن إطاره ، أي في إطار نسق سياسي وديني وثقافي( صوغ المنحرف لإنجازات ملاحم إبداعية سابقة خاصة أنها كتبت نظما و كتبها هو نثرا)

كما تطرق في الديكاميرون، إلى تيمة الحب والجسد والتي تناولتها أيضا عدد من النصوص الأخرى ما بين القرن الثاني والخامس عشر وذلك لتحرير الجسد أولا ليتلوها تحرير العقل ثانيا ، مضيفا أن الليلة 578 من الف ليلة وليلة تحيل على سبعة رجال الديكامرون ليسد بذلك الأستاذ شعيب الدائرة بالإشارة إلى تفاعل هذه النصوص الإنسانية وتكتمل حلقة السرد ببوكاشيو الذي جاء ليتوج كل هذه السرود من القرن التاسع ليصل الى فترة ق 13 و القرن 14 ولتكتمل الحلقة الكبرى ب لاساريو دي طوريس

وليكون مسك الختام" بلزة" مسائية للقاص القطيب التناني  أهداها للقاص بوزَفور واصدقاء بوزَفور

تلتها تدخلات، إما موضحة أو مستفسرة -كما هو الشأن بالنسبة لتدخل الميلودي عثماني-، أضافت غنى وتنوعا للمداخلات المقدمة مع الإشارة إلى ملاحظة أبدتها الأستاذة سلمى ابراهمة في كون نقط القوة في الديكامرون،كالايروتيك والحب والجسد والغدر والخيانة والخسة والنذالة والسخرية من رجال الدين  ، هي التي جعلت بينه وبين الترجمة العربية ستارا قويا معتما أخر ظهوره لقرون من الزمن .كما تم التطرق إلى الترجمة، حيث تساءل البعض عن مدى درجة أمانتها أو خيانتها، وخاصة فيما يتعلق بتسمية المسميات –في الديكاميرون- بأسمائها لا بكناياتها، كما تمت الدعوة إلى الانكباب جماعيا وفي ورشات أو فريق للترجمة وليس لأشخاص أو مبادرات فردية.

وهكذا وفي آخر هذه الندوة -التي تعتبر الحلقة السادسة من سلسلة " تجارب" التي تخصصها مجموعة البحث للتجارب النوعية التي طبعت المنجزات القصصية عالميا وعربيا ومغربيا -قلت وعد  أعضاء المجموعة بنشر أعمال هذه الندوة كاملة في كتاب ضمن  منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة.        عبد الواحد كفيح

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité