Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
30 juillet 2020

مقالة في رواية "تفاحة العابد" للكاتب الشاعر جهاد أبو حشيش

محمد معتصم

 

تفاحة العابد: صراع الأهواء.

 

تتميز لغة الأدب عن غيرها من اللغات المتحدث بها، كونها، لغة المجاز، لغة الإيحاء والإحالة، لغة تجد موطنها في العوالم الدفينة والأراضي البعيد التي لا يدركها إلا القلة النادرة. لا يعني ذلك أنها لغة الرموز والألغاز، أو لغة الكائنات القديمة المنقرضة، إنها لغة تستطيع قول الجوانب غير المرئيَّة لعامة الناس، ومع ذلك، فالمبدع الحق يستطيعُ أن يزرع داخل الخطاب الأدبي علامات يهتدي بها القارئ إلى المعاني الجمالية للعمل الأدبي، وإن لم يستطع الوقوف على مقاصده الفكرية.

في رواية "تفاحة العابد" للشاعر والروائي جهاد أبو حشيش، نعثر على لغة شاعرية، وعلى تنويع في كتابة الرواية بالاعتماد على المشاهد القصيرة المختزلة والمكثفة، التي تقتصد في القول بغاية ملئه بالإحالات على قضايا فنية وجمالية تخص كتابة الرواية، وعلى قضايا مصيرية تخص القضية الفلسطينية ومآلها، بعد الاعتراف بالدولة دون السيادة؛ أي دون هوية مميزة (تاريخية، دينية، سياسية، ثقافية)، والدخول في مرحلة الالتباس، مرحلة صراع الأهواء، تماشيا مع الحالة الدولية المائعة، التي تحولت من انفتاح السوق وتوحيد قُدُرات ومُقدَّرات دول العالم في بؤرة واحدة تَستفيد منها الدول العظمى (المُتَحَكِّمَة) ذات السيادة السياسية والعسكرية والاقتصادية، على حساب الدول الصغيرة والضعيفة والمتشرذمة، في مرحلة شعارها "العولمة الاقتصادية" التي تم تجاوزها حديثا إلى الحلم بـِ"العوالم الافتراضية الرقمية"، وتحويل الإنسان وقضاياه ووجوده إلى مجرد هوية استعارية لا حقيقة لها مادية في الواقع، وإنما هي مجرد "ظلال" بلا هوية مميزة.

يعتقد بعض المتحكمين أنَّ "رقمنة الحياة المعاصر" هي العصا السحرية التي يمكن بها التخلُّصُ من كل المشكل والقضايا المعضلة العالقة المتناسلة والمُتوارثة، والذي لم يوجد لها حل حتى الآن، وذلك بالانعطاف الجبري نحو العوالم الافتراضية التي تسمح بمزيد من التحكم وبشدة أقوى لتنفيذ المشاريع الأحلام التي تعيق تطبيقها مثل القضايا المتعلقة بالهوية وبالاختلاف والتنوع الفكري والثقافي للشعوب.

لا يعني ذلك أن التكنولوجيا شيء شرير، ولكنها مثل كل الأفكار والمعارف والعلوم، والأدوات والأشياء، تجدُ من يقوم بتوظيفها في غير ما أنتجت من أجله. أي أنها ليست شريرة، ولكنها تحرَّفُ أهدافها وغاياتها الإنسانية عندما يتحكم فيها "الأشرار".

..................................

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité