في حديقة المساء للكاتبة رجاء الطالبي
الموت أيضا
جزء من الأشياء الجميلة
يصاحب الساعات وهي تخطو
في حديقة الصباح العطرة
ينشر سره وينضج ثمارا
تحن لعبوره باسطة خدها المغري
ليلثم الضيف الساحر بشرة تخفق بالنداء.
عميقا يسكن السر العميق في قلب الأشياء
وعميقا ينشر ضوءه الغسقي الموت
مكللا وجودا يدرك أنه لا يكتمل
إلا في حضن موت يجدد نفسه.
في حديقة المساء المعطرة
تجلس صبية
عينها إلى قمر فضي
يضيء سماء مجهول
لا يكف عن النداء،
مستسلمة ، ساكنة يعبرها السر
يلقي في أحشائها ثماره المقدسة
وعميقا في مجراها تخفق الدماء
بأسرارها تجيش الأحشاء
بذرات ضوء
أم نجمات سر
ترصع سماوات أعماق
يشدها ولع لقول صمت سيد
رفيق تلك العزلات المضيئة.
عارم هو هذا النداء ، صخاب ،
في يقظتها
في دورتها
تبتدئ حياة، تكتمل
أبدية باذخة
تنضج السر
تمنح اللغة الرؤوم
التي تقول العصي
تخطف الكلام
من حضن الصعوبة
من حركة المنفتح.
عميقا يولد كائن
ينمو
تسرقه أبديات
تقتلعه من خطو صخري
تبذر ثمرة الممكن،
ضربة نرد
ضربة احتمال سعيد
على موجها الخفاق
تطفو سفينة
على قلق تبحر
كأن المستحيل هو ما يحرك
شهوة مجراها
كأن المستحيل هو ما يراود
شهوة مرساها.