Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
30 octobre 2006

مصطلح "الأدب النسائي" سوق أعمال بعض المواهب الضعيفة

مثقفون يرون أن إطلاقه على كل إبداع المرأة فيه إجحاف كبير بحقها

حنان العتال

عمّان- ظهر مصطلح الأدب النسائي أو النسوي على الساحة الأدبية في أوائل السبعينيات، وتضاربت الآراء حوله بين مؤيد ومعارض. فمنهم من اعتبره دعما للمرأة وتخصيص أدب لها يهتم بقضاياها، ومنهم من اعتبره تحجيما لها وإجحافا في حقها.

يعتبر الناقد والكاتب زياد أبو لبن أن مصطلح الأدب النسائي مصطلح ضبابي وفيه كثير من الإشكاليات. وأدب نسوي نسبة إلى نسوة، وأدب نسائي منسوب إلى نساء فكلاهما واحد في الأصل اللغوي. "ولا أظن أن هناك اختلافا بالمصطلح. ولكن أعتقد أن هناك ائتلافا في الأدب النسوي/النسائي".

ويرى أبو لبن أن المصطلح غربي ويتفق مع الثقافة الغربية. وهذا المفهوم يحمل في طياته اضطهاداً للمرأة. وينظر للمرأة بمنظار أقل قيمة من الرجل، ولا يعني وجود هذا المصطلح تحرير المرأة، "بل على العكس فيه تحجيم لدورها".

ويقول القاص محمود الريماوي إنه موافق مبدئيا على مصطلح "الأدب النسوي" إلى حين التوصل الى مصطلح آخر. بيد أن إطلاق هذا المصطلح يضر الكاتبة إبداعيا لأنه يحصرها في الأدب النسوي ويبعدها عن الأدب العام، ومع ذلك فإنه مفيد لهن حتى الآن, لأن هناك كاتبات كثيرات خرجن من عباءة هذا المصطلح إلى العلن وتم تسويق أعمالهن كما "استفادت بعض المواهب الضعيفة من التسمية".

وتقول القاصة جميلة عمايرة إنها بشكل عام وككاتبة ترفض مصطلح الأدب النسوي وتسعى لأن تتحرك وتنحصر في دائرة النسوية، وأن إطلاق المصطلح على كل ما تبدعه المرأة فيه إجحاف كبير في حق المرأة الكاتبة لأن هناك كتابا(رجال) يكتبون الأدب السنوي وهذه حركة عالمية تضم الرجال والنساء، ويميلون بشكل متطرف وكبير لما تنتجه المرأة.

ولكن عمايرة تلغي في الوقت نفسه خصوصية الكتابة السنوية, وتقول إنها لا تسعى لأن تتحرك في هذه الدائرة او تكون كتاباتها غير مرئية سوى للنساء, ولا نستطيع أن نجنس الأدب لأن من يكتبه إنسان بغض النظر عن الجنس.

من الصعب الجزم بهذا الموضوع لكن بشكل عام إذا أصبحنا نصنف الأدب على أساس الجنس نكون قد صادرنا حرية المتلقي والتأويل، حيث يجب أن يتلقى القارئ كل الأصناف الأدبية حتى يختبر كل أنواع الكتابات.

ويفرق الروائي والناشر إلياس فركوح بين الأدب النسائي والنسوي ويقول إن الأدب النسائي هو الأدب الذي تنتجه المرأة والأدب النسوي هو الذي يكون غالبا من النساء ويهتم بأحاسيسهن وتفكيرهن وهناك بعض الذكور يكتبون عنه.

ويقول إن الكتابات الأردنية النسائية مقسمة فقط على أساس الجنس، ولكن التقييم يكون تقييما فنيا بنيويا، وجودة الأدب ومعيار الحكم ليس الجنس بل القيمة الأدبية بصرف النظر عن الكاتب وذلك لكون الحكم موضوعيا وعلميا.

ويقول الروائي والصحافي يحيى القيسي لا بد من الاعتراف إن هناك تيارا معروفا باسم "الأدب النسوي" مع الكثير من التنظيرات المصاحبة له، وهو لا يعني تماما "الأدب النسائي" أو الأدب الذي تكتبه المرأة، فقد ينتج الأدب النسوي كتابا ذكورا، وقد تنتج كاتبات نساء أدبا غير نسوي، إذن علينا الانتباه للمصطلحات ودلالاتها حتى لا يختلط الأمر، وأعتقد أن "الأدب النسوي" هو في النهاية أدب مهما اتخذ من الأجناس سواء كان شعرا أم سردا، وهو يعنى بالأساس بالدفاع عن المرأة وقضاياها، أو هكذا ظهر ما يريد انصاره ومنظروه له, "ولست في مقام الوقوف معه او ضده, فالتخندق في عالم الكتابة الادبية يبدو أمرا غير مستساغ مادمنا نؤمن بديموقراطية الكتابة وتنوعها". ولكن السؤال الجوهري هو عن نوعية هذه الكتابة ومستواها الابداعي لا عن موضوعها.

أما الناقد نزيه أبو نضال فيقول إن هناك أدبا نسويا، وثمة تاريخ خاص لكائن مختلف في أدواره ووظائفه الحياتية حيث سلطة الذكر واضطهاده للمرأة ومصادرة حقوقها، وثمة تكوين بيولوجي مختلف يفرض وظائف على طرف ولا يفرضها على الآخر كالطمث والولادة والرضاعة والرعاية اليومية الخ.. وهذا الخاص التاريخي والبيولوجي ينتج مشتركات بين النساء سينعكس بالضرورة بالنسبة للمبدعة على أدبها، فيمنحه سمات خاصة متميزة من حيث الأساليب والتقنيات ومن حيث الموضوعات حيث عالم المرأة وتفاصيلها.

ويرى أبو نضال أن ثمة افتراضا منطقيا، فإذا كان كاتب ما أكثر قدرة من غيره على كشف جوانب معينة من الحياة عبر معرفته الحميمة بها، مثل قدرة نجيب محفوظ على تصوير حواري القاهرة وأزقتها الداخلية، وحنا مينة على تصوير تقلبات البحر وعوالمِ البحارة فيه، وكذا صحراء الكوني، وعمان زياد قاسم، وغربة غالب هلسا..الخ، فإن المرأة الكاتبة ستكون أكثر قدرة على تصوير عوالم المرأة وحواريها الداخلية، وتقلب أنوائها وعواصفها ومعاناتها التاريخية. ولكن هذا لا يعني للحظة بالنسبة للإبداع اختلافا بالدرجة والمستوى بل هو اختلاف بالنوع. ومن هنا فليس معنى وجود أدب نسوي أنه أفضل أو أسوأ من الأدب الذكوري عموما إنه فقط مختلف.

وحول الفارق بين كتابة المرأة أو الكتابة النسائية وبين النسوية يعتقد

أبونضال أن الكتابة لا تكون نسوية لمجرد أن كاتبتها امرأة، بل لابد للكتابة التي تحمل صفة النسوية أن تكون معنية بصورة جزئية أو كلية بطرح قضية المرأة بالمعنى الجنسوي أو الجندري، وليس كتصنيف طبيعي لوجود شخصيات من الرجال أو النساء داخل النص الأدبي.

ومن هنا فإن الكثير من إبداع المرأة لا يندرج تحت ما يسمى بالكتابة النسوية، كما هو الحال مع "ذهب مع الريح"  لمرغريت ميتشل، أو "كوخ العم توم"  لهنرييت بيتشر ستاو،  أو"الأرض الطيبة" لبيرل باك. فمثل هذه الروايات، و"غرناطة" و"سراج"  لرضوى عاشور، و"سوسروقة" لزهرة عمر، و"شجرة الفهود" في جزئها الأول، لسميحة خريس. هذه كلها ليست مسكونة بهاجس طرح قضية المرأة، وإن كانت المرأة تحتل مكانة متميزة بين شخصياتها. ونستطيع هنا أن نقرر باطمئنان بأن طرح قضية المرأة لم يبدأ فعلياً وبصورة واضحة في الرواية العربية، خصوصا إلا في منتصف الخمسينيات مع صدور روايات ليلى بعلبكي وكوليت خوري، باعتبارها قضية جنسوية أي معنية بالدفاع عن قضية المرأة وطرح همومها وإشكالاتها.

عن جريدة الغد/الأردن

الاثنين:30/10/2006م

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité