Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
13 mars 2008

نحو مجتمع مغربي قارئ

جمعية المجتمع الجديد/ المجد

يتسـع المجال الثقافي المغربي للكثير من المبادرات بل هو في أمس الحاجة إليها.   "نحو مجتمع مغربي قارئ"

مشروع نريد من خلاله المساهمة في دعم أحد أهم ركائز المجتمع الحداثي الديمقراطي و نقصد بذلك تعميم المعرفة و المعلومة عن طريق القراءة  و الكتاب.

تشخيصنا  لواقع القراءة و الكتاب   نتقاسمه مع الكثير من المهتمين و تحثنا على اتخاذ المبادرة  و وضع  مشروع ثقافي   متكامل بالرغم من كل العوائق و الصعوبات .مشروعنا مفتوح بالضرورة على كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة و مدرسة و إعلام.نتبنى في هذا المشروع نظرة تكاملية لعلاقة الدولة و المجتمع المدني. نظرا لطبيعة و حجم المشاكل المطروحة  فلن يحقق المشروع أهدافه إلا بمساهمة رئيسية للدولة.من هذا المنطلق فإن الأطراف المشاركة في المشروع هي :

*الجمعية صاحبة المشروع  *الدولة بمختلف مرافقها  *الجماعات المنتخبة

*مهنيو الكتاب *قطاع الإعلام و تنظيماته المهنية *المثقفون *المستشهرون

المشروع  عبارة عن مجموعة من الفقرات و البرامج التي سنجعل منها شبكة من الفعاليات و الأنشطة تحفز على القراءة و اقتناء الكتاب و تقرن البعد الفردي للقراءة ببعد جماعي يغني البعد الأول و يصهره في المشترك الثقافي الضروري لبناء المجتمع الحداثي الديمقراطي.

يتكون المشروع من سبع فقرات أساسية : - حصاد المكتبات -نادي إبحار –تبادل –معارض -الخزانة المنزلية –مخيمات –إعلام. يواجه المشروع تحديات كثيرة من أكبرها

+ التحدي الاقتصادي و المالي

حرصا منا على عقلنة المشروع وتوفير أكبر حظوظ النجاح سنعمل وفق المبادئ التالية :

·          أن يندرج المشروع في منطق التوجهات الاقتصادية و المالية العامة للبلاد.

·         الاستفادة من التجهيزات و البنيات المتوفرة أصلا.

·           أن يشكل المشروع  دعامة و حافزا لكل الفاعلين الاقتصاديين في قطاع الكتاب.

·         أن نبتكر نظاما للدعم المالي يكون عنصرا أساسيا في إنجاح المشروع.

         + تحدي الموارد البشرية

كل سيناريوهات المشروع تظهر حاجات كبيرة من الموارد البشرية.لكن هذه الموارد البشرية ليست عبئا على المشروع بل هي القاعدة الحية التي سينهض عليها مما يجعل من مخطط تكوين الأطر أحد أهم مكونات المشروع.

سننجز مخطط تكوين الأطر بتعاون مع كل المتدخلين في المشروع و على رأسهم القطاعات الحكومية.

+ تحدي الـــزمن

لا يمكن الرهان على بلوغ أهداف المشروع دون وعي حداثي بالزمن. فإذا كان  للمشروع راهنتيه و استعجاليته  فإن الرهان على الإمكانيات المتواضعة للجمعية يعني الحكم سلفا بفشل المشروع. نحن واعون تماما أن تضافر الجهود و تكاملها هو السبيل الوحيد لتحقيق نقلة نوعية على طريق بناء مجتمع قارئ كشرط من شروط بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي.

من هذا المنطلق فإن المشروع  سيمتد على مدى أربعة عشر سنة مقسمة على أربعة مراحل:

   * مرحلة تأسيسية      تدوم سنتين           2008-2009

   * مرحلة التوسع 1    تدوم أربع سنوات     2010-2013 

   * مرحلة التوسع 2    تدوم أربع سنوات     2014-2017 

   * مرحلة التوسع 3    تدوم أربعة سنوات    2018-2021

الورقة 1

في توصيف واقع القراءة و الكتاب

ليس من الصعب ملاحظة إجماع شبه كلي حول تردي أوضاع القراءة و الكتاب ببلادنا.كما أن نفس الإجماع حاصل حول بعض النقط المضيئة في هذا الواقع.

في هذا المقال سوف لن نعود لجملة من الأبحاث و الدراسات التي أنجزت حول الموضوع و نفضل الوقوف عند مادة صحفية نظرا لانتشارها  النسبي و أساسا نظرا لكونها تقدم رأي مجموعة من المثقفين المغاربة في موضوع واقع القراءة و الكتاب ببلادنا.

فلقد نشرت جريدة بيان اليوم سلسلة من المقابلات وضع خلالها الصحفي عبد العالي بركات بعض الأسئلة وخاصة سؤال حول تشخيصهم لواقع القراءة.

نسوق هنا  أجوبة كل من : - شعيب حليفي – عائشة الدكالي – محمد صوف – محمد معتصم – و حسن النفالي.

+ شعيب حليفي : لا يمكن تقييم واقع القراءة في المغرب بمعزل عن الواقع الثقافي و التعليمي و الاقتصادية الاجتماعي،و أي تصور ولو حتى كان مبنيا على أرقام و إحصائيات فإنه لا يستقيم إلا بدراسة  شمولية و نسبية.

+ عائشة الدكالي : نحن بعيدين عن تقاليد القراءة،ربما يرجع هذا إلى كون العصر الحالي هو عصر السرعة،وبالتالي هو لم يكن إيجابيا بالنسبة إلينا،نحن بحاجة إلى ترسيخ عادة القراءة،فالمنزل الذي لا تتوفر فيه مكتبة لا يمكن لا يمكن للأبناء الذين ترعرعوا فيه،أن يكون لديهم ميل للقراءة،و في هذا الإطار لذي اقتراح طريف،إلى حد ما،هو أن تتولىإحدى الجهات المتهمة بتشجيع القراءة ،القيام بزيارات مفاجئة لبعض البيوت،و إذا تم العثور على مكتبة بداخلها،يتم منح مكافئة لهذه البيوت.

سعر الكتاب غير مرتفع على خلاف ما يدعي البعض،أنا أحب القراءة كل ليلة،وأقدر قيمة التأليف،و لا أكاد أجد أين أضع مقتنياتي من الإصدارات الحديثة.

+ محمد معتصم : سأضرب لك مثلا،بعد ثلاثة أشهر من صدور كتابي ما قبل الأخير – بناء الحكاية و الشخصية في الرواية النسائية العربية - ،زرت الناشر و في خضم حديثنا قدم لي على شاشة حاسبه الشخصي مبيانا أدهشني و أصابني بالخيبة. و كان كالتالي، قال لي : لقد بيع من الكتاب في المكتبة – دار الأمان بالرباط و هي محج الطلبة و الباحثين – ثلاث نسخ اشتراها أصدقاؤك – و هم حسب الإحصاء ثلاث أصدقاء لا غير – سألوا و بحثوا عن الكتاب بأنفسهم،بإرادتهم الشخصية و حبهم للمعرفة و غيرتهم على الكتاب و الثقافة بالمغرب.بينما بيع أضعاف ذلك في تونس و مصر و ليبيا. و من وقتها و أنا منتبه إلى صمت المقابر المحيط بالكتاب المغربي.يتفق في ذلك الإبداع و النقد....فلا متابعات،و لا قراءات نقدية أو دراسات نقد فقط الانتظار.هناك خلل حقيقي،هنالك ناقوس لما ننتبه إليه.وأتساءل أخيرا أين مكتبات الجامعات المغربية،وأين مكتبات المدارس المغربية بمستوياتها،وأين المكتبات العمومية و دور الشباب و الخزانات العامة و الخاصة،وأين دور الجماعات المحلية،وأين الإعلام السمعي البصري،وأين الدور التثقيفي المواطن في مخططات و برامج جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالتربية و الثقافة و التأطير و المؤسسات الرسمية التي ترغب في تنمية شاملة للإنسان و المجال،إن القراءة مشكلة حقيقية و تحتاج إلى خطة و إرادة وطنيتين للنهوض بهما.

+ محمد صـوف : القراءة تربية،غير أن هنالك غياب لتحفيز التلميذ على القراءة.المؤسسات التعليمية لا تنتج للمستقبل،فالتلاميذ يقرؤون ما يفيدهم في الامتحانات و حسب،للحصول على الشهادات ثم نسيان المقرر و الكتاب. و هذه هي الحلقة الضعيفة في تكوين شخصية المواطن المغربي فضلا عن أن دور الشباب و المركبات الثقافية ما تزال مقصرة في ترسيخ تقاليد القراءة.

+ حسن النفالي: يظهر لي أن واقع القراءة ببلادنا –وإن أمكن لي القول- مأساوي. لأن نسبة المقروئية هزيلة جدا،وهذا بطبيعة الحال مرتبط بعدة عوامل،منها محو الأمية و الفقر و غيرهما من العوامل الاقتصادية و الاجتماعية بالأساس.لا بد أن تكون هنالك مجهودات كبيرة لمحاولة الرفع من هذه النسبة شيئا ما، لأنه لا يمكن لنا الحديث عن أي تنمية كيف ما كان نوعها،من دون أن نحاول أن يكون لها مستوى فكري و ثقافي لدى شعبنا.:و الضي ينطلق من القراءة أولا،لأن القراءة هي الأساس، الشغب الذي لا يقرأ، لا يمكن أن ننتظر منه شيئا.

الورقة 2 

من التوصيف إلى المبــادرة

قلنا في الورقة 1 أن هنالك شبه إجماع حول واقع القراءة بالمغرب. كذلك هنالك شبه إجماع حول بعض الأفكار و المقترحات لتجاوز هذا الواقع الصعب من خلال الحوارات بين المهتمين و على صفحات الجرائد و المجلات. نسوق هنا و دائما من نفس المادة الصحفية المعتمدة في الورقة الأولى نماذج من هذه المقترحات على أن أجوبة الورقة السابقة تتضمن بعض الأجوبة:

+ مبارك ربيع : قطاع النشر إذا كان يمر بمظهر من مظاهر الأزمة ،أو مظاهر التقليص في النشاط، فهذا يمكن أن يصدق على مجال الإبداع، بما فيه من شعر وقصة و رواية،وفيما عدا ذلك،لا أعتقد أن الباقي المتمثل في الكتب الإعلامية و المدرسية و الدينية و السياسية:ما أظن أنها تعاني من مشكل أو من أي مظهر من مظاهر الأزمة:لكن ما يجب تشجيعه و التفكير فيه،هو المجال الإبداعي بصفة عامة.

+ عـائشة الـدكالي : أنا أحمل المسؤولية في عدم رواج الكتاب،إلى وسـائل الإعلام،لأنها لا تقوم بواجبها  في التعريف بالإصدارات الحديثة،وقليلة جدا هي البرامج التي تعنى باستضافة الأدباء و المفكرين،إلى جانب أن هنالك غياب التغطية الخاصة بالأنشطة الثقافية،يلزم كذلك على المؤسسات التعليمية أن تنظم رحلات إلى المكتبات لفائدة التلاميذ،وعلى دور النشر أن تكثف من إصدار الكتب الخاصة بالطفل.

+ حسن النفالي : أقترح أولا أن تكون هنالك إرادة سياسية،و هذا لا يعني فقط وزارة الثقافة،بل المجتمع المغربي كله،كل القطاعات الخصوصية و العمومية و كل الوزارات يجب أن تكون هنالك إرادة سياسية متكاملة.إذا حضرت هذه الإرادة،فإن هنالك مجموعة من الأفكار التي يمكن أن تترجم على أرض الواقع.هنالك مسالة أولى،وهي مسالة التأليف،فمن اللازم لأي عملية مرتبطة بفعل القراءة و نشر الكتاب،أن تنطلق من المدرسة،لأن أجيال المستقبل هي التي يجب أن تتشبع و يترسخ لديها مفهوم فعل القراءة،وكذلك الإطلاع على الكتاب و دراسته و البحث فيه و غير ذلك.يجب أيضا القيام بمجهودات كبيرة لدعم النشر بشكل كبير، عبر إقرار تسهيلات ضريبية  و جمركية لإدخال  المعدات،فالميزانية التي تخصصها وزارة الثقافة،يمكن القول أنها بالنظر لانتظارات الفاعلين،تعد قليلة جدا،يجب إذن الرفع منها بشكل كبير جدا،ليمكن لها أن تحقق النتائج المتوخاة،يجب كذلك الاهتمام بالفئات ذات الدخل المحدود،يجب أن يكون في متناول هذه الفئات،بمعنى أن يكون الكتاب ذا سعر أقل.وذا محتوى مهم لكي يصل إلى الجميع.هذه كلها عوامل يمكن أن تساعد فيما يخص دعم النشر و توسيع مجاله،و بالتالي سيصل الكتاب إلى القارئ.يجب أيضا الاهتمام بكتاب الطفل،ارتباطا بالمؤسسة التعليمية،بمعنى أنه يجب أن تدخل إليها الأفكار  و ترسيخ ثقافة القراءة و تداول الكتاب.لا بد من إنشاء مادة خاصة بالطفل.

لا يخرج  توصيفنا  أو اقتراحاتنا في جمعية المجتمع الجديد كثيرا عما ورد في أجوبة المثقفين التي سلف ذكرها. الفرق هو صياغتها بشكل متكامل و بلورتها في مشروع ثقافي و اتخاذ المبادرة  لتنفيذ هذا المشروع ضدا على كل العوائق و المثبطات.

الورقة 3

خلفيات  المبــادرة

يعيش المغرب على وقع محاولات بناء مجتمع ديمقراطي حداثي. لن  يتم هذا المشروع الضخم، إلا عن طريق بناء الفرد المواطن.ولعل من أهم شروط بروز هذا العنصر سيادة ثقافة عصرية تؤمن بالعقل و الحرية و الإبداع.من هذا المنطلق  يطرح على أنصار و أصحاب المشروع الحداثي ضرورة تعميم المعرفة على أكبر عدد من المغاربة.

تعمّم المعرفة عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية من مدرسة و أسرة و إعلام وجمعيات.في القلب من أدوات اشتغال هذه المؤسسات هنالك الكتاب و القراءة.ندرك أننا نريد إنجاز مشروع ثقافي من موقع المجتمع المدني الذي يحقق قدرا كبيرا من الحرية و الاستقلال للمشروع.لكن و بحكم أن المشروع يندرج ضمن شبكة مؤسسات التنشئة الاجتماعية و بحكم التجربة ندرك أن الصيغة الأنسب هي تبني نظرية التكامل بين الدولة و المجتمع المدني.هذا الاختيار يضعنا مبدئيا في خدمة باقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية.بالمقابل يحقّ لنا لإنجاز المشروع الاستفادة من كل ما تتوفر عليه هذه المؤسسات.كما أنه علينا كجمعية أن نكون قوة مبادرة و فاعلة قادرة على تعزيز هذه المؤسسات و الرفع من مردوديتها و مساعدتها على التطور وتجاوز المعوقات التي تعترض سيرها نحو العقلنة و الحداثة.

سنتعامل مع كل مؤسسات الدولة من مصالح حكومية و جماعات منتخبة كما أننا سنتعامل مع الأسرة و الإعلام بمختلف مكوناته كل هذا من موقع التكامل و الشراكة.على سبيل المثال فوفق تصورنا و إذا أردنا الحديث هن المجال الإعلامي فنحن لا نفكر في إصدار جريدة أو مجلة بل سنعمل على  أن تكون علاقتنا قوية مع  كل الجرائد و المجلات التي ستقبل بذلك.

ننطلق كذلك من خلفية أن فعل القراءة فعل فردي لكنه لا يكتمل و لا يستمر إلا بوجود بعد جماعي يعطي القارئ زوايا و مواقع تبرز النص المقروء في صوّر جديدة و تمنحه أبعاد ما كانت لتتحقق بالقراءة الفردية لوحدها. فالبعد الجماعي يحفز على القراءة و يزيد من معارف و متع القارئ.البعد الجماعي في القراءة  بعد استراتيجي في المشروع،لذا أردنا مأسسته و هيكلته،فاستقر بنا التفكير إلى ضرورة بناء شبكة من الفعاليات تكون المحفز على القراءة و تكتف العلاقات

بين القراء لتفرز أفقا ثقافيا مشتركا يمتاز بالذاتية و الفردانية و كذا بالتعدد و الاختلاف لكن وفي نفس الآن يتميز بالتكامل و التآزر في بناء الذوات و اكتمالها و كذا في منحها الوعاء المشترك الحاضن للهويات الفردية و للهوية الجماعية للمجموعة الوطنية.

قد لا يكون  المقال حول خلفيات المشروع مكتملا على هذه الصيغة، لكننا سنعود لخلفيات أخرى في الأوراق المقبلة.

الورقة 4

نحـو مجتمـع  مغربـي قـارئ

ذلك هو عنوان المشروع الذي ستعمل جمعية المجتمع الجديد على إنجازه كأساس من أسس المجتمع الحداثي  و الديمقراطي ولبنة من لبناته.فما هو هذا المشروع ؟ القراءة تنمية للفرد و الجماعة أيضا كما أنها ممر ضروري لإنجاز التقدم كمفهوم شامل.سبق وأشرنا إلى أن فعل القراءة نتاج شبكة مؤسسات التنشئة الاجتماعية. و نحن كجزء من هذه الشبكة علينا التكامل و الشراكة مع باقي مكوناتها.

لا يمكن تصور بناء مجتمع قارئ بدون تعاون و تكامل كل مكونات شبكة مؤسسات التنشئة الاجتماعية.في مشروعنا هذا و لعدة اعتبارات جعلنا مؤسسة الأسرة نقطة الانطلاق و أردنا أن يكون لها دور ريادي  في التنشئة على القراءة. و حتى لا تفوتنا الفرصة فالتنشئة الاجتماعية بالنسبة لنا عملية لا تتوقف في أي مرحلة من المراحل العمريّة للشخص. كل الفئات  خاضعة ، فيما يهمنا الآن، إلى دور الأسرة في  تدريب  أفرادها على القراءة و تحبيبها لهم و قبل ذلك في توفير المادة المقروءة لهم و في القلب منها الكتـــــاب.كيف نجعل الأسرة تقوم بهذا الدور على أكمل وجه ممكن؟

ليس بمقدورنا تقديم كل مسلسل البحث الذي أفضى بنا إلى ما اقتنعنا أنه الاختيار الأنسب.وبالتالي سنكتفي بتقديم هذا الاختيار كما نفكر فيه لحد الساعة. لقد وضعنا خطاطة تشكل فيها  المكتبــــة المنــــــزلية العمود الفقري الذي تبنى حوله دائرة مكتملة من الفقرات و يكون المجموع الأداة التي بها نصل شيئا فشيئا إلى  مجتمع مغربي قارئ. لكن لا بد من الإشارة أننا نعي جيدا أن مشروعنا هذا ليس إلا واحد من مشاريع عديدة سيتطلبها بناء المجتمع القارئ.

فماذا نعني بالمكتبة المنزلية؟ : المكتبة المنزلية هي أولا فضاء أو حيز جغرافي متميز داخل الفضاء المنزلي.فضاء يتم فيه تجميع عدد من الكتب التي يلجأ إليها أفراد الأسرة و زوارهم لممارسة فعل القراءة و جعله طقسا من الطقوس العادية للحياة الأسرية.مهمة صعبة بكل تأكيد لكن ليست مستحيلة.يعترض وجود خزانة منزلية عند الأسر المغربية العائق المالي.

ودون الخوض في مدى صحة هذا العنصر قرّرنا في جمعية المجتمع الجديد إيجاد آلية لتجاوزه و التي سنعرض لها في مقال قادم نخصصه للجوانب المالية و الاقتصادية للمشروع.

لكن ليس هذا وحده ما سينجح المشروع بل لا بد للتصور العام أن يدرك منذ الانطلاق شكل و مضمون العلاقة التي سيربطها مع باقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية. ستتوضح   هذه العلاقات عندما نستعرض فقرات و مكونات المشروع المصاحبة للخزانة المنزلية،لكن هنالك عنصر أساسي بدونه لا يمكن بالمطلق إنجاح المشروع ولو في حدود دنيا.يتعلق الأمر بـالإعــــلام، فهو العنصر القادر على خلق الشعور عند الأفراد بالحاجة للقراءة. قد تكون للمدرسة و لبعض أشكال التعامل داخل الأسرة دور في ذالك لكن ميزة و سائل الإعلام اليوم أنها أصبحت من القوة  و القدرة مما يمكنها من إيجاد هذا الشعور و هذه الرغبة بل الحاجة إلى القراءة أو أي سلوك آخر.ونظرا لقدرة الإعلام على التأثير المباشر و السريع نسبيا فإننا سنوليه كل الأهمية و سنجعل منه أداة أساسية من أدوات عملنا.

الورقة 5

المكتبة  المـنزلية

و نحن نفكر  في إشكالية القراءة ببلادنا كان واضحا لدينا و منذ الانطلاق أن الأمر متعلق بعملية التنشئة الاجتماعية و بمؤسساتها الرئيسية من مدرسة و أسرة  و إعلام و جمعيات.انصب اهتمامنا على مؤسسة الأسرة و دورها المركزي في تنشئة أفرادها على القراءة و حب الكتاب،مع التأكيد على أن عملية التنشئة عملية مستمرة لا تتوقف في أي مرحلة من مراحل حياة الكائن البشري.

لا بد من وجود مادي لهذه المكتبة حتى يكون الكتاب من بين مكونات الواقع اليومي للطفل و لكل أفراد الأسرة.هذا الواقع الذي أصبحت تحتل فيه  أدوات تواصلية أخرى موقعا متميزا و نعني بذلك التلفزة الرقمية و الانترنيت.في هذا الإطار و ضدا على الرائج من آراء  فإن وسائل الاتصال و في مختلف مراحل تطورها قد تنافست و تكاملت فيما بينها.

الشرط الضروري لاستمرار التنافس و التكامل هو وجود الكتاب كطرف في المنافسة. نستبعد في تصورنا كجمعية العمل بفكرة المكتبات العمومية بكل أشكالها،من منطلق أن سلوك الإنسان المغربي لا زال بعيدا عن تمثل و استيعاب مفهوم الفضاء و الملك العموميين بما في ذلك المكتبة العمومية.هذا لا يعني أن أطرافا أخرى لا يجب أن تهتم بالمكتبات العمومية، لكن فقط عليها أن تهتم و بشكل أساسي تطوير الوعي المدني لزبنائها المحتملين.أما بالنسبة لنا فنحن نفضل بذل كل الجهد على فعل القراءة .

سيكون من الخطأ  عدن الانتباه إلى  أن القراءة  و الكتابة و بشكل متزايد قد أصبحت أصبحت  الكترونية كذلك.و بالتالي لا بد من ربط المكتبة المنزلية بتكنلوجيات الاتصال الحديثة و على رأسها الانترنيت التي أصبحت توفر مادة دسمة للقراءة قد تصيب بسرعة القارئ بالتخمة.

لا يمكن تصور أي دور للأسرة و هي لا تتوفر على العنصر المادي الضروري الكتاب و بالتالي لا تتوفر على خزانة منزلية، لكن و في نفس الوقت لا بد من  الربط منذ البدء بين المكتبة المنزلية و الآنترنيت.

توفير هذه الخزانة أولوية من أولويات المشروع و لأمر يتطلب إيجاد صيغة عملية لتمويل هذه الخزانات ) الورقة 9( كما أنه لا يكفي تواجد خزانة بالمنزل حتى تصير القراءة طقس منزلي يمارسه كل أعضاء الأسرة.

الورقة6 

المعـــــــارض

المعارض سـوق للكتاب لكنها أكبر من ذلك بكثير فهي مناسبة أساسية لدعم عملية القراءة و تنميتها. لذا سنعمل بقوة على تنظيم و استقرار سلسلة متكاملة من المعارض حسب عدة معاير.

  المعيار الجغرافي :

-       المعارض الجهوية: الهدف منها الاهتمام بكل ما تبدعه ساكنة الجهة من مؤلفات. مما سيشكل عنصرا هاما في تحديد  الطاقة الإبداعية بالجهة عن طريق معرفة الإشكالات و القضايا التي تهتم أو لا تهتم بها الساكنة و كذا معرفة ميكانيزمات اشتغال الطاقات الإبداعية بالجهة.كل هذا سيمكننا من المساهمة في تطوير هذه القدرات الإبداعية و يشكل نوعا من أنواع التنمية الأكثر تأثيرا. سننظم هذه المعارض سنويا  و في توقيت يسمح لها أن تكون دخولا ثقافيا مبكرا ليس فقط على المستوى الجهوي بل الوطني ما دامت ستغطي كل الجهات و في نفس الفترة  إذ سننظمها  خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر من كل سنة.

-       معرض الكتاب المغربي : معرض يهتم بكل الإبداعات المغربية و يكون بوثقة تنصهر فيها جهود المعارض الجهوية بما يجنبها مخاطر أي نزعت محلية محتملة.

-       معرض الكتاب المغاربي : قضاء أوسع للاهتمام بالكتاب و القراءة و القضاء المغاربي هو أولا و قبل كل شيء فضاء ثقافي موحد و موجود منذ القدم لكن ضرورية وملحاحية تطويره  و تعميقه تفرض نفسها كشرط من شروط بناء كيان مغاربي قادر على استيعاب في شروط أفضل لمتطلبات بناء مجتمعات حداثية و ديمقراطية بالمنطقة المغاربية في زمن العولمة.

-       يمكننا تصور عدة معارض أخرى انطلاقا من الاعتبار الجغرافي لكننا نكتفي هنا بهذه النماذج الثلاث.

     المعيار الموضوعاتي :

-       و نعني بذلك معارض متخصصة في نوع أو فرع مهين من المعارف أو مجالات الإبداع.

-       معرض المنشورات الجامعية

-       معرض الشعر

-       معرض الرواية

-       معرض الكتاب الفني

-       معرض الكتاب المهني

-       معرض ترجمات

    المعيار الفئوي :

-       معرض كتاب الطفل و اليافع

-       معرض الكتابة النسائية .........

الإكثار من المعارض ليس اعتباطيا بل هو عنصر من عناصر تحقيق الهدف المنشود فمحطة المعرض مناسبة متميزة للقاء الجمهور بالكتاب  و الكتاب و كذا لحضور أنشطة متميزة قد لا تسمح بها ظروف باقي فقرات المشروع.

الورقة 7 

نــــــادي إبحــار

لعل هذه هي الفقرة الوحيدة من فقرات المشروع التي سنقدم تفسيرا لاختيار تسميتها. نقول هذا عالم متبحر أي غزير المعرفة و نقول أبحر الشخص أي إذا ركب البحر و خاض غماره و نقول اليوم أني أحب الإبحار NAVIGUER أي و بكل بساطة دخول الانترنيت.

فهذا النادي مثال نموذجي لتحقيق الربط بين الجوانب الواقعية و الافتراضية في المشروع.من خلال هذا النادي سنعمل على الربط بين مختلف فقرات المشروع عن طريق الانترنيت بما هي الأداة التواصلية بامتياز في زمن العولمة.

لإعطاء فكرة واضحة عن النادي فسنقدم  نموذج من الؤسسة التعليمية أي المدرسة. نعلم أن وزارة التربية الوطنية تشتغل على برنامج لتعميم المعلوميات بكل المؤسسات التعليمية وربطها بشبكة الانترنيت. كما أن كل مؤسسة تعليمية تتوفر على مكتبة. فكيف سنتمكن في المشروع من الربط بيت قاعة الإعلاميات و المكتبة ؟

أو كيف نجعل من الانترنيت القريب إلى عقول وقلوب التلاميذ أداة لاكتشاف لذة القراءة و موقع الكتاب الرئيسي في هذه العملية.سيكون علينا وضع و تطوير جملة من تقنيات التنشيط الملائمة لهذا الغرض و هو ما سيتطلب منا إشراك العديد من المتخصصين في شتى مجالات المعرفة من  تربية وعلم نفس و أدباء و كتاب و إعلاميين و إداريين.....

كما أن النادي يتطلب بناء بوابة الكترونية للجمعية و ليس فقط قاعدة معلومات. فمن خلال النادي يمكن تتبع و مشاركة كل من يرغب في ذلك كل أنشطة الجمعية.

اعتماد النادي  شبكة الإنترنيت يجعل منه  فضاء مفتوحا و مشتركا بين الجميع فبإمكان كل من يدخل الانترنيت سواء من نادي الإعلاميات بالمؤسسة التعليمية أو بدار الشباب أو المكتبات متعددة الوسائط التابعة لبعض الجماعات المحلية أو من نوادي الانترنيت العمومية أو من المنزل أن يشارك في أنشطة النادي و الجمعية عموما.

كما أن  النادي سيساعد الجمعية على تطوير علاقات دولية بشكل جديد أي بتجاوز الكثير من إكراهات التباعد الجغرافي التي تشكل أكبر عائق أمام تطوير العلاقات بين الناس.

من أهم ما سيواجه النادي كذلك حجم الحاجيات من العنصر البشري التي ستسهر على النادي مما يتطلب من الآن التفكير في هذا المعطى و تقليصه إلى أكبر  حد ممكن.

الورقة 8 

التبـــــادل

نعني بذلك العملية التي من خلالها يمكن لكل من يتوفر على كتاب التنازل عليه مؤقتا أو نهائيا مقابل الحصول من شخص آخر على كتاب يرغب فيه.

كانت العملية موجودة في الماضي و كانت تتم بمناسبة الدخول المدرسي.لكنها عادة اندثرت تقريبا و علينا تجديدها و تعميمها لتشمل تبادل الكتاب بصفة عامة. ما هي مبرراتنا في ذلك ؟  لنتصور مثلا أننا نجحنا في تشجيع الأسر على تكوين خزانة منزلية، فهي و بكل تأكيد حسب تصورنا لن تتجاوز المئة كتابا في المتوسط. لكن لنتخيل حجم الكتب التي ستتوفر في كل المنازل المغربية ساعتها، سيكون من المنطقي استفادة القارئ من أكبر عدد ممكن من  العناوين و بالتالي ستكون عملية التبادل هي التقنية التي ستسمح بتحقيق ذلك.فالأمر سيتطلب تنظيم فضاءات متعددة لاستقبال عملية التبادل.

من جهة أخرى سيسمح الانترنيت بتطوير أكبر شبكة للتبادل، يكفي أن نوفر برنامجا معلوماتيا  لتدبير المكتبة الشخصية و عرض الكتب التي يرغب الشخص في التخلي عنها أو الحصول عليها.كما أن تشجيع شراء الكتاب لا يجب أن تتولد عنه نزعة استهلاكية تعتبر الكتاب مجرد مادة كباقي المواد.قبل هذا وذاك فإن القدرة الشرائية المحدودة لأغلب المغاربة لا تسمح بهكذا تعامل مع الكتاب،بل لابد من تحويل الكتاب نفسه إلى مادة رائجة في سوق للمقايضة. لاعتبارات اقتصادية و بيئية لا يمكن إلا تشجيع عملية التبادل و جعلها عنصرا رئيسيا لترويج الكتاب.فإذا كنا نهدف إلى خلق و تعزيز المشترك الثقافي بين أعضاء المجموعة الوطنية فإن عدد النسخ التي نتصور بلوغها مستقبلا لن تساعد كثيرا على تحقيق هذا المشترك و بالتالي لا بد من إطلاع أكبر عدد ممكن من القراء على نفس الكتاب.

عنصر آخر لا يجب أن يغيب عن مجال تفكيرنا ونحن نخطط للمشروع فالكتاب الورقي له كلفة بيئية لا يجب إهمالها. و الاستعمال المكثف لنفس النسخة من الكتاب هو بشكل ما تقليل من الآثار البيئية السلبية للاستهلاك الورقي المفرط. 

الورقة 9

التصور الاقتصادي و المالي

و نحن نخطط لهذا المشروع و تفاصيله وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع أبعاد مالية و اقتصادية هائلة )من منظور مؤسسة من حجم جمعيتنا طبعا( عندما اخترنا نظرية تكامل الدولة و المجتمع المدني فلأن ذلك هو الإطار الأمثل لحل هذا النوع من المشاكل.

المشروع يتطلب موارد مالية ضخمة فهل سنضع ميزانيات بملايين الدراهم و نتقدم بها لمختلف الجهات الحكومية لتوفر لنا ما نحن بحاجة إليه من تمويلات؟ الأمـر غير وارد وبالتالي علينا التفكير في حل موضوعي للمسألة.

   - الدولة بمختلف مرافقها أنفقت و تنفق مبالغ مالية ضخمة لتوفير بنيات تحتية في مختلف القطاعات و بالتالي ومن باب ترشيد النفقات علينا أولا الاستفادة من هذه البنيات والمساهمة في الرفع من مردوديتها.

لتجسيد طريقة تفكيرنا في هذه المسألة نقدم مثلا بوزارة التربية الوطنية فهي تقوم بجهود جبارة سواء في إطار برنامج إدخال الإعلاميات لكل المؤسسات التعليمية و ربطها بشبكة الانترنيت أو في تعميم المكتبات المدرسية و تزويدها بالكتب.لكن لا زال هنالك مجال كبير جدا للرفع من مستوى استغلال هذه الإمكانيات و للرفع من مردوديتها.فكيف يمكننا كجمعية من جهة المساهمة في استعمال أكثر عقلانية لهذه التجهيزات و الرفع من مردوديتها و من جهة أخرى إنجاز لمشروع القراءة تنمية و تقدم.

فكرنا في فقرة  يكون الهدف منها الربط في كل مؤسسة تعليمية بين قاعة الإعلاميات و الخزانة و هذا ما أسميناه نادي إبحار وقد استعرضناه في الورقة السادسة.

-       كذلك انطلقنا من مسلمة أنه لإنجاح المشروع لا بد من الانطلاق من التوجهات الاقتصادية و المالية للبلاد. 

-       فقرة الخزانة المنزلية) الورقة 5( تجسد مجمل تفكيرنا في المجال المالي و الاقتصادي للمشروع.عند تصورنا لهذه الفقرة اعتبرنا أن تمويل الخزانة المنزلية يعترضه مشكل تمويل شراء الكتب.هذا العائق هو بالنسبة للكثير جدا من الأسر مشكل سيولة مالية و ليس مشكل مالي، وبالتالي علينا حل مشكل السيولة المالية و السماح لزائر المعرض أو المكتبة مثلا أن يقتني مجموعة من الكتب التي كان سيقتنيها لولا حاجز السيولة المالية.عند هذا المستوى فليس هنالك من حل غير الاقتراض. من هنا جاءتنا فكرة إحداث مؤسسة للقروض الصغرى لتمويل    شراء الكتاب.و بالمناسبة فنحن نرى أن هذه القروض هي قروض للاستثمار و ليست قروضا للاستهلاك تماما كالإنفاق على التربية و التكوين.  لكن و نحن نبحث عن تشجيع القراءة و اقتناء الكتاب فلا بد من بذل جهود إضافية :

+ أن نقدم للمقترض تشجيعا آخر، أن يكون القرض مجانيا أي بدون فوائد.

+  العمل على جعله يستفيد من خصم ولو رمزي من الثمن العمومي لبيع الكتاب.

من الواضح أن مؤسسة القرض بحاجة إلى  تمويل. يمكن توفير هذا التمويل عن طريق مساعدات الدولة و الجماعات و المستشهرين و المؤسسات الدولية.

بقي أن نشير إلى أن هذه المؤسسة و المشروع عموما قادر على إنعاش قطاع الكتاب ليرفع رقم  معاملاته لملايير الدراهم.

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité