Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
محمد معتصم
Derniers commentaires
Newsletter
Catégories
محمد معتصم
  • تتضمن المدونة عددا من المقالات والدراسات، والأخبار الثقافية والآراء حول المقروء والمنشور والمتداول في الساحة الثقافية. مع بعض الصور
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
22 avril 2008

أخبار الأدب المصرية تحتفي بالقصة القصيرة المغربية المحدثة

لقد صدر العدد الجديد 771 من جريدة"أخبار الأدب" المصرية

لهذا الأسبوع وقد احتوى ملحقه الخاص "البستان" على

عدد من القصص القصيرة المغربية، التي تمثل نماذج

بارزة من القصة القصيرة المغربية المحدثة. ويصلح العدد

ويمكن متابعة ومشاهدة الملف على الرابط التالي

أن يصدر في كتاب مستقل وخاص. وقد وضعت له مقدمة هي في الأصل

مقتطف من مقدمة  لكتابي "القصة القصيرة المغربية الحديثة والمحدثة".

http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/771/0600.html

أما المقدمة التي وضعتها للملف فأدرجها هنا للفائدة

تقديم: القصة المحدثة

1/  قد يبدو على المتلقين بعض الاستغراب مما سنصطلح عليه هنا بالقصة المحدثة. ولهم الحق في ذلك. لأنهم اعتادوا على سماع مصطلحات كالحداثة، والتقليد، وما بعد الحداثة. إلا أنني فضلت اشتقاق المصطلح من مزيد التعدية لفعل حدث بالهمزة (أحدث)، وعلى اسم المفعول. لأن المقصود بالمصطلح ليس الفاعل (القصاص) بل القصة. والمحدث يجمع على المحدثات، وهي ما لم يكن معروفا عند السلف. والسلف هنا ليس السلف الصالح، إنما أقصد التجارب القصصية المغربية المتعاقبة التي شكلت اتجاهين نعتتهما في دراسة سابقة، بالكتابة من الخارج والكتابة من الداخل. لأميز بين نمطين من الكتابة القصصية المغربية المعاصرة والحديثة. "اتجاه اهتم بكتابة المضامين والتبليغ والتبشير والتوعية والتأطير. واتجاه اهتم بإشكالية الكتابة من الداخل، كقضايا السرد والسارد وتركيب النص وبناء المحتوى وتنقيح اللغة أو ترميزها وتكثيف السرد".

2/ والقصة المحدثة هي التي برزت معالمها بعد هاتين التجربتين المغربيتين. وقد استندت إلى معطيات كثيرة تفاعل فيها القاص مع محيطه الداخلي والخارجي، وتفاعل أيضا مع المعرفة الحالية، والتقنيات الإلكترونية والرقمية المتاحة، فوقف موقفا مختلفا من الذات والمعرفة والمحيط ومن القصاصين السابقين عليه. لذلك لم يكن ممكنا نعت كتابات هذا الجيل الجديد بالحديثة، أو ما بعد حداثية. لغياب الأسس المعرفية والبنيات التحتية التي قامت عليها الحداثة وما بعد الحداثة الغربية. بالرغم من التفاعل الحاصل فوقيا بين ما حصل هنالك وما يحصل هنا. فأطلقت عليها الكتابة المحدثة: محدثة برغبة وبفعل مسبق، وبإصرار من قبل ممثلي الجيل الجديد.

3/ ما هي الخصائص الفكرية البارزة للقصة المحدثة، وبالتالي لكل نص أو كتابة محدثة في المغرب اليوم؟

إنها تتمثل في الملامح الكبرى التالية:

1.3/ نفي الغائية:

لقد قامت الكتابة القصصية في التجربتين السالفتين على الغاية، بالرغم من اختلاف صيغ التعامل مع الواقع والكتابة، والذات. فقد نصب القصاصون من التجربة الأولى أنفسه حراسا للنوع القصصي، ينافحون عن حدوده، ويتعهدونه بالصيانة والحماية من كل دخيل. كما نصب أصحاب الاتجاه الثاني أنفسهم للدفاع عن القصة الحديثة التي تدافع عن النوع القصصي بتجديده من الداخل. وتطوير أدواته وتقنياته السردية. وغاية كل منهما عدم تجاوز النوع السردي القصصي.

أما جيل القصة المحدثة، فقد ألغى كل غاية تقيد يديه، وتمنعه من حرية اختبار النوع في جوهره، في مادته الخام، في شكله ومحتواه. في نثريته، وفي صيرورته السردية. وتبرز هذه المساءلة العنيفة، في التركيب والترتيب والنظام، أي في التعامل مع زمنية القصة. فالمستقبل مرفوض عندهم، ولا يعني شيئا، وليس غاية في ذاته. والحاضر ماض، ليس في خطيته، لكن في محتواه، في القيم التي ينهض عليها وبها. لذلك ينبغي تجاوزه. أما الماضي فتقلد كله.

لهذا على القصة ألا تكون رهينة ذاكرتها (الحاضر)، أو تاريخها (الماضي) أو أفقها (المستقبل). إنها وليدة اللحظة في فنائها، وتجاوزها لذاتها.

 

2.3/ الانقطاع:

إذا كانت التجربتان السابقتان تقومان على الاستمرارية، والبحث عن المشروع والمدرسة، والمذهب، فإن القصة المحدثة تقوم على القطيعة، ليس مع السابق، بل مع الذات، مع التجربة الخاصة. لذلك فهي في تجاوز لذاتها، في تجاوز لما أنجزته. وكأنها تدور دورانا محايثا. لا تتقدم خطيا نحو الأمام، ولا تتقدم كطفرات في صورة سلسلة أو بنيات متماثلة. إنها تتقدم بالحفر في لحظة زمنية منتهية، وبالتالي تكون دائمة التجدد. وهذا ما يلغي فكرة المشروع، الواحد المتكامل، والمكمل لذاته. إن المجموعة القصصية تعتبر منتهية، ولا صلة تربطها بالماضي، لأنه منته، أو بالآتي، لأنه مجهول. فإذا كان الواقع ذاته قد خذل القاص، وأخلف رهانه، والتبس الوضوح، وتَلبَّسَ غيومَ الشك والريبة، فكيف يمكن للقاص أن يكتب وهو مجرد من الريبة، ومثقل الكاهل باليقين؟

3.3/ التباين:

إذا كان أصحاب التجربتين السالفتين قد وجدوا مستندات يعتمدون عليها لتشكيل مجموعات، وقبائل، ووحدات فإن أصحاب القصة المحدثة قد وجدوا في التباين والتنوع والاختلاف بل حتى التنابذ، مقومات ضرورية لإثراء القصة القصيرة المحدثة. فكل واحد جزيرة. يحصن ذاته داخل هذه الخصائص (المعتقدات) القصصية التي أنتجها التحول الكبير في المعرفة، وفي الواقع المحلي والدولي، والتحول في القيم التي فقدت بالنسبة للجيل المُحْدَثِ كل معنىً، وتركته وحيدا أعزل في مواجهة مصيره. والفشل الذريع للمؤسسات الرسمية والمدنية، كالتعليم بمستوياته، وبنتائجه، وأفواجه المعطلة، والأحزاب، والنقابات التي رفعت أيديها عن كل شأن اجتماعي و"سياستربوي" تأطيري، والأندية والجمعيات الثقافية التي أخلت الساحة أمام جيل يرغب في قول اختلافه، واستقلاليته، وإعلان حريته، وتركوه عاريا أعزل تحت سماء رمادية رصاصية.

لذلك كل كاتب قاص محدث هو جزيرة، تقوم بذاتها، وتنهض على دعائمها الذاتية. لا تشبه السلف، ولا تحتمي بفكر الجماعة. مما خلف قصة فردانية، فريدة، متجاوزة ذاتها باستمرار.

4.3/ التشظي:

إذا كان أصحاب الكتابة من الداخل أو أصحاب الكتابة من الخارج  قد احتموا بالحبكة، وبالحكاية، سواء كبنية ناظمة خارجية عند الاتجاه الأول، أو كبنية داخلية، مدفونة تحت ركام الأشكال السردية والتراكيب والأساليب اللغوية، فإن أصحاب القصة القصيرة (أو الكتابة) المحدثة قد اعتمدوا على التفكيك والتشظي. أي تفكيك الحبكة. وبناء النص على فقرات متعاقبة، أو متداخلة، أو متوازية، مستفيدين من الإمكانيات الهائلة التي أتاحتها التقنيات الإلكترونية والرقمية. وأيضا التدريب الرهيب الذي قامت به القنوات الفضائية المتنوعة والمتعددة للذاكرة، حيث تم تشكيل الذاكرة لا على النظام والتراتبية والاستمرار والتنامي، بل تم تشكيل الذاكرة على البتر، والانقطاع: الفواصل الإشهارية (الإعلانات التجارية)، وسهولة التنقل بين القنوات الفضائية بحثا عن مجهول لا مدرك. ثم اختلاف النظر إلى الواقع. فقد كان الواقع كتلة واحدة، وقد أصبح اليوم أجزاء مقطعة الأوصال في غياب مؤسسات التأطير.

5.3/ اللا معنى:

يقود كل هذا إلى دحض الإيديولوجيا. أي الخروج من طور الكتابة الحداثية. فالحداثة قامت على وجهة نظر شمولية، للواقع، والمعرفة، والذات. أي أنها قامت على فكر، وعلى تصور غائي، أي على إيديولوجيا واضحة. لكنها أعلنت فشلها مع بداية الألفية الثالثة، واستشعرها الكتاب عقدا قبل ذلك، كما بينت في كتابي "الرؤية الفجائعية: الرواية العربية في نهاية القرن العشرين:2004م). حيث ساد اللا موقف، وترعرعت القصة القصيرة (الكتابة) المحدثة في تربة اللا يقين، واللا معنى، واللا موقف، واللا إيديولوجيا. وهو ما يفسر كل ما قيل سابقا.

4/ لم أشأ تقديم خصائص منهجية، وفروق لغوية، وكتابية هنا، لأنني أسعى إلى إبراز أسس فكرية، وتصورات فلسفية لما جرى في الواقع وما أحدث الشرخ في الذات الكاتبة، والذي هز الكيانات ففرقها إلى أجزاء، وزرع بينها الحدود الفكرية، والثقافية، والحضارية، والعرقية...والذي طلى السماء بالرماد.

إن القصة القصيرة (الكتابة) المحدثة قصة جيل. قصة زمن. قصة ذات.

محمد معتصم

الناقد الأدبي

مقتطف من كتاب "القصة القصيرة الحديثة والمحدثة" قيد الإنجاز.

Publicité
Commentaires
Publicité
محمد معتصم
Archives
Publicité